تزداد الخلافات بين صنّاع القرار في إسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الخامس، وكشفت تقارير جديدة، الخميس، أن التحالف الحكومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان قريبا من الانهيار بعدما بحث الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت، الانسحاب من مجلس الحرب، متّهمين نتنياهو بالانفراد بقرارات مصيرية، تتعلق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
فهل تُجبر الخلافات الإسرائيلية في مجلس الحرب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على سلوك مسار الهدنة، يقول يسري عبيد، الباحث المتخصّص في الشؤون الإقليمية والدولية، إن “نتنياهو يستمر في ضغوطه على كل الأطراف، داخليا وخارجيا، لإرغام ‘حماس’ على تسليم المحتجزين، ويساوم بورقة دخول رفح بريا، باعتبارها العملية الأهم حاليا”.
ويُضيف يسري عبيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا جديد يقال، ولا يبدو بصيص أمل في الأفق أن تؤثّر الخلافات المشتعلة في مجلس الحرب ضد نتنياهو على القبول بدخول في مسارات الهدنة أو القبول بعملية سلام قريبا”.
ويُوضّح الباحث المتخصّص في الشؤون الإقليمية أن “آخر أوجه الاختلاف المشتعل في الأوساط العليا للقيادة الإسرائيلية يتمثّل في توترات يُواجهها رئيس الوزراء نتنياهو، مع قادة في الجيش والأجهزة الأمنية، بعد أن بعث رئيس الوزراء مراقبا خاصا به مِن خارج الأجهزة الأمنية لحضور محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل أسرى متوقّعة مع حركة حماس، وهو ما فاقم حالة من الغضب ضده”.
ويختتم المتحدّث ذاته حديثه مؤكدا أن “نتنياهو يبدو أنّه مُصرّ على استكمال حلقة العناد السياسي لتحقيق أهدافه مدعوما بالرئيس الأمريكي جو بايدن والإدارة الأمريكية التي ترى ضرورة تحقيق العملية العسكرية الإسرائيلية أهدافها، بغضّ النظر عن أي خسائر في الداخل الإسرائيلي أو على الصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط الذي يعيش أجواء ملتهبة مع قرب عملية اجتياح بري إسرائيلي لرفح التي يكتظ بها نحو 1.5 مليون فلسطيني مهجّر قسريا، بفعل سياسات إسرائيل القمعية طوال أشهر الحرب”.