كشف باحثون أستراليون عن أدلة قوية تدعم نظرية الأرض المتجمّدة، التي تفترض أن الكوكب بأكمله كان مغطى بالجليد من القطبين إلى خط الاستواء قبل نحو 700 مليون سنة.
واستندت الدراسة إلى بيانات تم جمعها من رحلة ميدانية إلى سلسلة جبال فلندرز في جنوب أستراليا، حيث عثر الباحثون على بقايا آثار جليدية تعود إلى العصر الكريوجيني، وتحديدا إلى عصر الستورتيان، الذي يُعد أطول وأشد حدث جليدي يمرّ على الأرض منذ العصر الهيوروني المبكّر.
واستخدم الفريق نموذج الصفائح التكتونية لتصوير مشهد الانجراف القاري للأرض بعد تفكك قارة رودينيا العظمى، إلى جانب نموذج حاسوبي لتقدير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من البراكين تحت الماء.
وتوصلت الدراسة إلى أن بداية العصر الجليدي الستورتياني تزامنت مع انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البركانية، التي ظلت منخفضة طوال العصر الجليدي.
ويقول معد الدراسة المشارك الدكتور ديتمار مولر من جامعة سيدني: إن العصر الجليدي الستورتياني حدث بسبب حركة الصفائح التكتونية التي أدت إلى تقليل تفريغ الغازات البركانية إلى الحد الأدنى، في الوقت الذي كان فيه بركان عظيم في شمال الأرض بدأ بالاضمحلال، مما أدى إلى استهلاك ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.
ووصل هذا الانخفاض في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستوى أقل من النصف مما هو عليه اليوم، مما أدى إلى بدء تشكّل العصر الجليدي.
خلال هذه الفترة، كانت الأرض تفتقر إلى الحيوانات متعددة الخلايا والنباتات البرية، وكانت انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي تأتي بشكل أساسي من البراكين وعمليات تجوية الصخور السيليكية.
وحذر العلماء من إمكانية حدوث عصور جليدية مماثلة في المستقبل، خاصة إذا أدت التغيرات المناخية الحالية إلى الذوبان الكبير للغطاء الجليدي في جزيرة غرينلاند.
وتشير الأدلة المستقاة من فترة “درياس الأصغر” الباردة والمفاجئة والتي وقعت منذ نحو 12800 عام إلى إمكانية حدوث مثل هذه التحولات المناخية المفاجئة مستقبلا.
وشدد المتخصص في علوم النظام الأرضي هنري مولينز على أهمية الإقرار السريع بمثل هذه التحولات المناخية المفاجئة، مشيرا إلى أنه ثمّة فرصة محدودة لتكيف الإنسان إذا ما باغتته نقطة التحوّل المناخي تلك.
وتُعد هذه الدراسة إضافة مهمة لفهمنا للتاريخ المناخي للأرض، ولها تداعيات كبيرة على فهمنا للتغيرات المناخية الحالية والمستقبلية.