لا تخلو أي حياة اجتماعية وأسرية من مشكلات وخلافات في نطاق المنزل، بحُكم طبيعتنا البشرية القائمة على الاختلاف في الأذواق والاختيارات والقرارات، لكن كثيرا ما تكون للاختلافات طبيعة وحدود لا تخرج عنها في حضور الأبناء، حفاظا على نفسيّتهم وصورة الأب والأم في عيون الأبناء.
يقول الدكتور نايف عبدالغني الدبيس، استشاري طب الأطفال والصحة النفسية، إنّ “من الأخطاء الأسرية، التي تكثُر وبشدة في نطاق العديد مِن الأسر في الوقت الحالي، الصوت العالي وتبادُل الاتهامات بين الأب والأم وأمام الأبناء، ما يخلق صورة ذهنية لدى الناشئة بأن علو الصوت هو منطق السيادة والقوّة في الحديث، ويخلق في نفسيّتهم احتقانات متكرّرة تتسبّب في عدم التفكير أمام المواقف، واللجوء فقط للحدّة في الكلام دون تفكير وتروٍّ، ما يكون سببا في فساد نفسيّة الأطفال مستقبلا”.
ويُضيف نايف الدبيس، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “هناك أخطاء أخرى متكرّرة، بالتهكّم من أحد الأبوين على الآخر في حضور الأطفال، ولو على سبيل المداعبة، ما يهزّ صورة الطرف الآخر من الأبوين في عيون الأبناء، فضلا عن تعويد الأطفال على الكذب ولو بصورة المزاح، أو ما يعرف بـ’التدليل الأعمى'”.
ويُشير استشاري الصحة النفسية إلى أن “احترام الأبوين لبعضهما البعض وإظهار التماسُك أمام الأطفال حتى أوقات الاختلافات، يخلقان الأسرة السليمة والمتماسكة التي تعبُر بأبنائها إلى برّ الأمان، وتقدّم للغد والوطن جيلا نافعا لنفسه وأمّته”.