خلال كلمته في افتتاح هاكاثون المصرفية المفتوحة 2024، الذي أقيم أمس الأحد في الرياض، توقع رئيس هيئة السوق المالية محمد القويز، أن ينمو قطاع المصرفية المفتوحة من 7 مليارات دولار في العام 2018 إلى قرابة 43 مليار دولار بحلول العام 2026 فما هي المصرفية المفتوحة وما أهدافها والنتائج المرجوة منها؟
المصرفية المفتوحة في أبسط تعريف لها هي نظام يسمح لعملاء المؤسسات المالية بمشاركة بعض بيانات حساباتهم المصرفية مع مزودي خدمة طرف ثالث مرخصين، بعبارة أخرى، يمكن للعميل ربط حساباته المصرفية من بنوك مختلفة بتطبيقات ومواقع ويب خارجية للحصول على خدمات مالية جديدة ومبتكرة.
اقرأ أيضًا: السعودية الأولى في مؤشر “الإسكوا” لنضج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة لـ 2023
والمصرفية المفتوحة واحدة من مبادرات إستراتيجية التقنية المالية، التي تعد من ركائز برنامج تطوير القطاع المالي المنبثق عن رؤية المملكة 2030، والتي تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء نهاية شهر مايو من العام 2022م، والتي تستهدف أن تكون المملكة موطنا ومركزا عالميا للتقنية المالية، وأن يكون الابتكار في الخدمات المالية المعتمد على التقنية هو الأساس، بما يعزز التمكين الاقتصادي للفرد والمجتمع.
ويمكن للخدمات المصرفية المفتوحة تحويل مشهد المدفوعات في المملكة العربية السعودية، بعد التوسع الكبير الذي شهده هذا القطاع وذلك لأنها تحقق المزايا التالية:
• تعزز المصرفية المفتوحة الثقة بين العملاء والمشاركين في السوق سواء البنوك، أو شركات التقنية المالية، أو الجهات المالية الأخرى.
• تساهم المصرفية المفتوحة في تعزيز مساهمة جميع هذه الأطراف في أداء دور محوري في رحلة الابتكار والشمول المالي.
• تساهم المصرفية المفتوحة في خلق أثر إيجابي في القطاع من خلال تعزيز الشراكة بين البنوك وشركات التقنية المالية.
• تعمل أيضا المصرفية المفتوحة على تحسين البنية التحتية للقطاع وتمكين استخدام أفضل للبيانات المالية للعملاء.
• تحسين تجربة العميل حيث يمكن للعملاء الوصول إلى جميع معلوماتهم المالية في مكان واحد، مما يسهل عليهم إدارة أموالهم.
• زيادة المنافسة ورفع الأداء حيث يمكن للشركات الناشئة والشركات الجديدة تقديم خدمات مالية جديدة ومبتكرة، مما يخلق بيئة أكثر تنافسية.
• تعزيز الابتكار حيث يمكن للمطورين الوصول إلى بيانات جديدة، مما يسمح لهم بإنشاء منتجات وخدمات جديدة.
• تتيح المصرفية المفتوحة استفادة جميع الأطراف من البيانات المرتبطة بالمعاملات المالية.
• دعم التوصل إلى أساليب مبتكرة لإدارة الأموال، الأمر الذي يعزز خطط الشمول المالي في المملكة.
تحديات عالمية
اقرأ أيضًا: قطاع السياحة في السعودية يقود النمو العالمي لتجاوز المستهدفات
على المستوى العالمي هناك بعض التحديات التي تواجه المصرفية المفتوحة والتي تشكل هاجسا تعمل الحكومات على تذليله ومن بينها ما يلي:
• أمن البيانات حيث تبذل الحكومات والبنوك المركزية جهودا حثيثة لضمان أمان بيانات العملاء عند مشاركتها مع مزودي خدمة طرف ثالث، وفي السعودية وضع البنك المركزي السعودي إطارا قانونيا شاملا للمصرفية المفتوحة.
• التوافق حيث يجب على جميع المؤسسات المالية المشاركة في نظام الخدمات المصرفية المفتوحة الامتثال للوائح المتعلقة بالبيانات.
• التثقيف من خلال رفع وعي العملاء واطلاعهم على فوائد الخدمات المصرفية المفتوحة وكيفية استخدامها بشكل آمن.
يذكر أن البنك المركزي السعودي أصدر في شهر نوفمبر 2022م الإطار التنظيمي للمصرفية المفتوحة، والذي يشتمل على مجموعة من التشريعات والأدلة التنظيمية والمعايير التقنية وفق أفضل الممارسات العالمية؛ لتمكين البنوك وشركات التقنية المالية من تقديم خدمات المصرفية المفتوحة في المملكة، إذ تم التركيز في النسخة الأولى من خدمات المصرفية المفتوحة على خدمة معلومات الحساب، على أن يكون التركيز في النسخة الثانية على خدمة إنشاء المدفوعات.