الوئام- خاص
بعد مرور أكثر من 310 أيام من اندلاع الحرب في السودان بين قوات الجيش والدعم السّريع، بات مِن الواضح مع تعثّر محطات السلام بين الطرفين المتحاربين أن السودان ذاهب إلى منعطف أكثر خطورة عبر تاريخه الطويل.
وحذّرت منظّمة الصحة العالمية الثلاثاء، مِن أن مناطق نزاع في السودان معرَّضة لخطر مجاعة “كارثية” بين أبريل ويوليو المقبلين، وهي “فترة عجفاء” بين موسمي الحصاد، في وقت يكافح الملايين هناك من أجل إطعام أنفسهم.
يقول الدكتور أحمد عبدالله، الباحث السوداني المتخصّص في الشأن الدولي، إن “استمرار القتال في السودان يهدّد بفناء ملايين السودانيين جوعا ومرضا، وهو ما يفرض على الأطراف المتحاربة الإنصات إلى أصوات العقل وإسكات البنادق وتقديم تنازلات وحلول وسطية تساعد على تجاوز أي نقاط خلافية لأجل حياة ملايين السودانيين”.
ويُضيف أحمد عبدالله، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه “على فرضية استمرار كل طرفٍ بشروطه وأهدافه من الحرب، تتزايَد المخاطر على حياة أكثر من 25 مليون سوداني سيفتك بهم الجوع حتما إن لم تفتك بهم نيران المواجهة الملتهبة بين طرفَي الحرب”.
ويتابع الباحث السوداني أن “معدلات النزوح ارتفعت من المناطق التي امتدّت إليها ألسنة المواجهات الدامية إلى جنوب السودان وتشاد، وأغلبهم من النساء والأطفال الذين يعانون سوء التغذية وانتشار الأمراض، وبالتالي تفرض تلك الأرقام الصادمة على أطراف القتال تحمّل مسؤوليتهم التاريخية نحو السودان وأهله”.