الوئام- خاص
تعمل المملكة بقوة لتعزيز المناخ الثقافي بصفته قوّة موحّدة، تلهم وتعطي حلولا للتحدّيات العالمية، وتعزّز التقدّم الاجتماعي من خلال المعرفة والتفاهُم المشترك.
وفي الإطار ذاته، تستضيف محافظة العلا بالشراكة مع وزارة الثقافة، فعاليات “قمة العلا لمستقبل الثقافة” التي تجمع نحو 150 شخصا من القادة وصنّاع القرار وروّاد الأعمال، من مختلف أنحاء العالم خلال الفترة بين 25 و27 فبراير الجاري.
بشأن أهمية ودلالات القمة، يقول عبدالله الهميلي، الكاتب والباحث في الفلسفة وعضو مؤسّس في جمعية الفلسفة: “تمثّل قمة العلا حدثا استثنائيا، وكالعادة وزارة الثقافة تفاجئنا بكل جديد وأصيل، تلتقي فيه العقول الإبداعية على أرض العلا، كمركز يحمل إرثا حضاريا عابرا للتاريخ، ويشارك فيه نخبة من مُتعدّدي الاشتغالات والاهتمام لأجل ثقافة كونية، تنصهر فيها الثقافات وتعبر من خصوصيتها إلى كونيتها برؤية دقيقة ومدروسة، حريصة أن يتقاطع الفكر مع الواقع ومع الفنون المختلفة”.
ويُضيف عبدالله الهميلي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “المطلوب والمعهود من أي مؤتمر عالمي الخروج بتوصيات وتبادُل الخبرات في الثقافة وصناعتها، وأيضا إزاحة الستار عن المخزون الروحي العميق الذي تمثّله العلا، وغيرها من المناطق الأثرية والسياحية التي تحمل عبق التاريخ وإرث الأجداد وتعاقب الحضارات”.
ويُتابع الكاتب ذاته: “هذا الموروث الوجداني والروحي يحتاج إلى إعادة تصوّراتنا عنه، وأيضا مواكبة المنظور الإنساني المعاصر، وكيف يتفاعل مع ثقافته المحلية ويعطيها حقها الكوني من الحضور في مرآة الإنسان المحلي والإنسان الآخر، ويكتسب تلك الخبرة الجمالية، في التأويل الثقافي للمجتمعات دون فواصل زمنية؛ فالزمن هو الزمن بلحظاته المختلفة، ماضٍ وحاضر ومستقبل، متجليا في لحظة الآن ومتواكبا مع لحظة البداية ويوم التأسيس للشعب السعودي الذي يصادف تاريخ 22 فبراير الجاري”.
ويختتم عبدالله الهميلي: “المملكة بمؤسساتها المختلفة، لا سيما وزارة الثقافة، لا تقدّم تنظيرات بل تقدم فلسفة عملية للطريقة التي ينظر لها الإنسان السعودي لإرثه الثقافي وكيفية تجديد نظرته للعالم كنموذج إرشادي للإنسان بمختلف لحظاته التاريخية، ضمن ما يسمّيه الفيلسوف الألماني غادامير بلحظة انصهار الآفاق، بين الثقافي والجمالي والفني العلائق تتواشج وتتفاعل لتنتج منظورا إبداعيا عالميا”.