يتواصَل عقد جلسات الاستماع العلنية أمام محكمة العدل الدولية بشأن التبعات القانونية للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، فما أهمية المذكّرات التي تقدّمت بها عدد من الدول أمام العدل الدولية؟ وهل تشكّل أداة ضغط على دولة الاحتلال أم لا؟.
يقول الدكتور حسن مرهج، الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلّية الجليل بالناصرة: “محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قد تكون لها تأثير مباشر على تل أبيب دوليا، فقد تزيد المحاكمة الدولية الضغط الدولي على إسرائيل لتغيير سياساتها أو سلوكها فيما يتعلّق بسياساتها تجاه الفلسطينيين، الأمر الذي إن رفضته إسرائيل فقد تُواجه عقوبات دولية أو عزلا دبلوماسيا إذا لم تتعاوَن مع المحكمة، وفي جانب آخر فإن المحاكمة قد يكون لها تأثير على السياسة الداخلية الإسرائيلية، وقد تؤدّي المحاكمة إلى تغييرات في السياسات الداخلية من خلال تحقيق إصلاحات في نظامها القانوني أو في سلوكها الخارجي”.
ويُضيف حسن مرهج، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا شك أن تقديم دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية له تأثير مباشر على سمعة إسرائيل الدولية، وقد تواجه صعوبات في التعامُل مع الدول الأخرى أو في تحقيق أهدافها الخارجية، ما يعني أن الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية ستُواجه حرجا كبيرا في حال لم تتعاون إسرائيل مع المحكمة، ما يعني في العمق تغييرا دوليا في نمط التعامل مع دولة الاحتلال”.
ويتابع الأكاديمي الفلسطيني: “يمكن أن تؤدي محاكمة إسرائيل أمام العدل الدولية إلى تغييرات في سلوكها وفي التعامل مع المجتمع الدولي، وقد تكون لها آثار مباشرة على البلاد وسياساتها، وقد تبقى معنوية دون حدوث أي تغيّر بسبب الحماية الأمريكية”.