تحل ذكرى يوم التأسيس علينا كل عام في ٢٢ فبراير، بالأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ ليستذكر الأبناء رحلة الأجداد في بناء الوطن، ولتعزيز الفخر والإنتماء.
وقالت الدكتورة منيرة بنت قفل الشمري، رئيسة قسم التاريخ والتراث في كلية الآداب جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن الدولة السعودية تنقسم إلى ثلاثة أدوار تاريخية، وعلى الرغم من هذا التقسيم الزمني لها في ادوارها، إلا أننا نشهد استمرار ثلاثة روابط تاريخية، تمثلت: بالأرض، والأسرة الحاكمة، والشعب.
اقرأ أيضًا: كيف انتصر الأجداد على التحديات الاقتصادية؟.. آل خشيل تروي القصة لـ “الوئام”
فالرابط الأول تمثل بـ “الأرض” حيث كانت مسرحًا للملاحم والبطولات التي قادها أئمتها وملوكها ورجالها المخلصين؛ من أجل لحمة هذه البلاد ووحدتها، وجمعها من بعد تفرق وتمزق، عانت منه لسنوات سبقت نشأتها.
ففي الدولة السعودية الأولى مقاومة أهالي الدرعية قرابة الستة أشهر للحصار، واستسلام آخر أئمتها الإمام عبدالله بن سعود وتسليم نفسه مقابل سلامة الدرعية وأهلها.
وفي الدولة السعودية الثانية (غدير وثيلان) الذي شهد خطبة الإمام تركي بن عبدالله على رؤساء النواحي وأمرائهم محذرًا إياهم من ظلم الرعايا، وفي الدولة السعودية الثالثة (يبرين) التي شهدت خطبة الملك عبدالعزيز على رفقاء الطريق عند محاولته الثانية لاسترداد الرياض، كما كانت حصانة هذه الأرض للمواطن السعودي، أن جعلت منه محافظًا على هويته العربية والإسلامية.
الرابط الثاني حسب ما ذكرته الدكتورة منيرة الشمري، خلال حديثها الخاص لـ”الوئام”، هي “الأسرة المالكة”، فالدولة السعودية نعمت بقيادة حكيمة رشيدة، من أئمة وملوك أسرة آل سعود، وضع أُسسها الإمام محمد بن سعود، وسار على هذه الأسس أئمة الدولة وملوكها من بعده، ومكنتهم من إعادة تأسيسها في فترات زمنية قصيرة بعد نهايتها، حتى تمكن الملك عبدالعزيز من توحيدها، وسار ابناءه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء الدولة ووحدتها.
وفيما يخص الرابط الثالث، بحسب ما ذكرته الدكتورة منيرة، هو “الشعب السعودي”، حاضرة وبادية، فقد علقت في نفوسهم الولاء، والمحبة، والإخلاص، لهذه للأسرة الحاكمة، ولهذا الوطن الغالي، لما عاشه الأبناء، وما عرفوه عن الآباء، وما عرفه الآباء عن الأجداد، من أمن وعدل ورخاء في ظل حكم أئمتها وملوكها.
واختتمت الدكتورة منيرة حديثها قائلة يوم التأسيس- هو يوم وقفة لكل مواطن سعودي لمعرفة الماضي، وفهم الحاضر، واستشراف المستقبل.