مرت السعودية بثلاث مراحل رئيسية في تأسيسها، تاركة إرثًا غنيًا من النضال والوحدة والازدهار، وتُخلّد ذكرى تأسيس الكيان العظيم من خلال “يوم التأسيس” الذي يُحتفل به في 22 فبراير من كل عام.
تُجسّد مراحل تأسيس الدولة رحلة تاريخية مُلهمة، تُبرز إصرار وقوة الشعب السعودي، وتُؤكّد على أهمية الوحدة والتعاون في بناء الأمم.
لم تكن الجزيرة العربية في حالة استقرار خلال القرن الثاني عشر الهجري (الـ 18 ميلادي)، وشهدت صراعات عدة بسبب الفوضى وعدم الاستقرار السياسي الذي كان يعم المنطقة، حيث كثرة الإمارات المتناثرة والمتناحرة.
اقرأ أيضًا: خادم الحرمين: نحمد الله الذي حقق لنا وحدة هذه الدولة المباركة وشعبها ومسيرة الاستقرار لأكثر من 300 عام
وعلى يد الإمام محمد بن سعود، تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م، وعاصمتها الدرعية.
ونجح أئمة الدولة السعودية الأولى في توحيد أغلب أجزاء شبه الجزيرة العربية، وعملوا على نقلها إلى عهد جديد حيث الاستقرار والأمن وتطبيق الشريعة الإسلامية، ما ساهم في ظهور العلماء وازدهار المعرفة والتطور الاقتصادي.
خلال الدولة السعودية الأولى أنشأت المؤسسات والنظم الإدارية، ما جعل الدولة السعودية الأولى ذو مكانة سياسة عظيمة نتيجة لقوتها و مبادئها الإسلامية، واتساع رقعتها الجغرافية، وسياسة حكامها المتزنة.
في عام 1233هـ / 1818م، انتهت الدولة السعودية الأولى، بسبب الحملات التي أرسلتها آنذاك الدولة العثمانية حيث دفعت الدولة العثمانية بست حملات متتالية، آخرها حملة إبراهيم باشا التي تمكنت من هدم الدرعية وتدمير كثير من البلدان في مناطق الدولة السعودية الأولى في أنحاء الجزيرة العربية.
الإمام محمد بن سعود بن مقرن (1139-1179هـ/1727-1765م)
الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود (1179-1218هـ/1765-1803م)
الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود(1218-1229هـ/1803-1814م)
الإمام عبد الله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود (1229-1233هـ/1814-1818م)
لم تقدر الحملات العثمانية التي شاع الدمار بسببها في وسط الجزيرة العربية، على القضاء على مقومات الدولة السعودية.
اقرأ أيضًا: ثلاثة قرون من المجد
ظل الأهالي في البادية والحاضرة على ولائهم لأسرة آل سعود التي أسست الدولة السعودية الأولى لتقديرهم لمعاملتهم وقيادتهم الحكيمة، فلم يمض عامان من نهاية الدولة السعودية الأولى حتى عاد القادة من آل سعود إلى الظهور من جديد لإعادة تأسيس الدولة السعودية رغم الدمار والخراب الذي خلفته الحملات العثمانية.
حاول الأمير مشاري بن سعود، في عام 1235هـ/1820م إعادة الحكم السعودي في الدرعية لكن محاولته لم تدم سوى بضعة أشهر، وعقبها محاولة اتسمت بالنجاح قادها الإمام تركي بن عبد الله ابن محمد بن سعود عام 1240هـ/1824م نجحت في تأسيس الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض.
على نفس أسس وركائز الدولة السعودية الأولى، سارت الدولة السعودية الثانية ونشرت الأمن والاستقرار وطبقت الشريعة الإسلامية في كافة النواحي.
اقرأ أيضًا: المملكة تحتفي بيوم التأسيس 2024.. 3 قرون من الفخر والإنجاز
لم تختلف النظم الإدارية والمالية كثيرًا في الدولة السعودية الثانية عن الدولة السعودية الأولى، ما تسبب في ازدهار العلوم الآداب في ظل قياداتها.
انتهت الدولة السعودية الثانية عام 1309هـ/ 1891م، حيث غادر الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي الرياض إثر خلافات بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، وسيطرة محمد بن رشيد حاكم حائل عليها.
الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود (1240-1249هـ / 1824-1834م)
الإمام فيصل بن تركي – الفترة الأولى (1250-1254هـ / 1834-1838م)
الفترة الثانية (1259-1282هـ /1843-1865م)
الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي – الفترة الأولى ( 1282-1288هـ / 1865-1871م)
الإمام سعود بن فيصل بن تركي ( 1288-1291هـ / 1871-1875م)
الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي – الفترة الأولى (1291-1293هـ / 1875-1876م)
الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي – الفترة الثانية (1293-1305هـ / 1876-1878م)
الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي – الفترة الثانية (1307-1309هـ / 1889-1891م)
بعد سنوات قليلة من انتهاء الدولة السعودية الثانية، تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، في 5 شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي.
يُعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، حيث أدى إلى قيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في مختلف المجالات، وتواصل تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات وعلى الساحات العربية والإسلامية والإقليمية والعالمية.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني؟
وخلال عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، لقب بعدة ألقاب حيث أضيف لقب “ملك” إلى لقب “الإمام”، ومن بين الألقاب التي لقب بها: “أمير نجد ورئيس عشائرها 1319هـ/1902م، وسلطان نجد 1339هـ/1921م، وسلطان نجد وملحقاتها 1340هـ/1922م، وملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها 1345هـ/1927م، وملك المملكة العربية السعودية 1351هـ/1932م”.
وفي 17 جمادى الأولى عام 1351 هـ، الموافق 19 سبتمبر 1932م، أصدر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، الأمر الملكي القاضي بتوحيد البلاد تحت اسم “المملكة العربية السعودية”، اعتبارًا من 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م.
الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن (1319 -1373هـ / 1902 – 1953م)
الملك سعود بن عبد العزيز (1373 -1384هـ / 1953 – 1964م)
الملك فيصل بن عبد العزيز (1384 -1395هـ / 1964-1975م)
الملك خالد بن عبد العزيز (1395 -1402هـ / 1975 – 1982 م)
الملك فهد بن عبد العزيز (خادم الحرمين الشريفين) (1402 – 1426هـ / 1982 – 2005م)
الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (1426 – 1436هـ / 2005 -2015م)
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (1436هـ / 2015م)
واستمرارًا لازدهار السعودية وتطلعها نحو مستقبل مشرق، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 25 أبريل عام 2016، رؤية المملكة 2030، وهي خطة طموحة تهدف لتعزيز الرفاهية والازدهار، وتركز على توفير نمط حياة صحي مستدام، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية، وتوفير خيارات ترفيه عالمية المستوى، ونشر ثقافة التسامح وقيم الإسلام.