توجَّه وفد إسرائيلي، الجمعة، بقيادة رئيس الموساد إلى العاصمة الفرنسية باريس، لاستئناف المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة، إضافةً إلى وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة.
ومع الإعلان الإسرائيلي عن مواصلة القتال في شهر رمضان حتى استعادة الرهائن لدى الفصائل، فضلا عن إعلان حكومة بنيامين نتنياهو، مواصلة القتال حتى القضاء على حركة حماس، تدور أسئلة متعددة بشأن جدوى المشاركة السياسية الإسرائيلية بمحادثات السلام للتهدئة.
يقول هشام البقلي، الباحث في الشأن الدولي ومدير مركز القادة للدراسات في أبوظبي، إن “حكومة بنيامين نتنياهو تشارك في كل محادثات السلام كنوع من الترضية للمجتمع الدولي وأي ضغوط إقليمية، كما أنها تُمارس بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية نوعا من المواءمة السياسية، لأن لدى أمريكا مصالح وعلاقات استراتيجية مع العديد من الأطراف الإقليمية، وتخشى تضرّرها بصورة مطلقة”.
ويُضيف هشام البقلي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “تل أبيب تمارس لعبة ‘الرقص على الحبال’، حيث تواصل القتال لأجل تصفية القضية الفلسطينية ‘خطوة خطوة’، فضلا عن وضعها اشتراطات تعجيزية، ممثلة في خطة نتنياهو لما بعد الحرب، والتي تشترط إعادة الإعمار بنزع السلاح الفلسطيني من غزة، وجعل القطاع تحت الوصاية الأمنية المطلقة، وهي أمور لم ترضَ بها الأطراف الفلسطينية”.
ويتابع البقلي أنه “من الواضح اتجاه إسرائيل لتغيير المشهد على الخريطة الفلسطينية، والسعي لإنهاء القضية من جذورها وجعلها عدمية، والدليل الاشتراطات المجحفة لأي محادثات سلام، فهي تضع ‘العقدة في المنشار’ والتسويف المعتاد وإطالة أمد المعركة لأجل مزيد من الضغوط على الأرض وممارسة التجويع والتجريف والقتل الممنهج للوصول لأهدافها”.