د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
الذين يحرصون على حضور حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم أو كما يحلو للبعض تسميتها بــ”كوكب الشرق” كانوا يُطربون لتصفيق الجمهور بقدر استمتاعهم بالأغنية ذاتها لدرجة أنهم قد يستغربون فيما لو لم يقاطع الحضور بتصفيقهم المستمر بداية “الكوبليهات” من أجل أن تعيد “الست” ما كانت قد غنته وانتهت.
تلبّي أم كلثوم في العادة رغبة جمهور الحاضرين فتعيد المقطع المرغوب مرة تلو الأخرى ومع هذا يستمر التصفيق في كل مرّة.
وما دام الحكي يتمحور حول التصفيق فلا بد من استحضار حقبة زمنية مررنا بها كاد التصفيق أن يختفي في مناسباتها بسبب فئة اعتقد أفرادها بأنهم أوصياء على الناس فكانوا يرفضون، بل يقاومون فعل التصفيق حتى ظن الحضور في كثير من الأحايين أنهم في سرادق للعزاء وليس في محفل ابتهاج بتحقيق انجاز كحفلات التخرج أو افتتاح مشاريع وطنية كبرى.
قد يتفق الجميع على استنكار مقاطعة المتحدث بالتصفيق قبل أن يُنهي جملة متصلة في خطابه، ولكن حينما يختتم حديثه بجملة “والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته” يكون التصفيق حينها أمر معتاد ومحمود.
يُخالف ذلك الإجماع الكاتب الأمريكي الساخر أرنولد جلاسو بقوله: “التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع أن نقاطع بها أي متحدث دون أن نثير غضبه”.