من الناحية الفنية، يمكن اعتبار الثعابين أحد أصناف السحالي، لكن من الجانب الدلالي، تبرز الثعابين بشكل لافت وغير مسبوق، مما يدفع علماء الأحياء إلى فصلها ككيان مستقل عن السحالي. فرغم تشابهها في بعض الخصائص داخل فئة واحدة من شجرة الحياة، إلا أن الثعابين تتميز بخصائص فريدة مثل عدم وجود أرجل، وجسم طويل وانزلاقي، بالإضافة إلى قدرتها على فك فكيها وتسديدها للدغة السامة. وعلى الرغم من أن هذه الخصائص قد تجمعها مع بقية الزواحف، إلا أن الثعابين تظل فريدة في تفردها، وفق دراسة أمريكية جديدة نُشرت على موقع “science“.
تفرد الثعابين يظهر بوضوح في تنوعها وتكاثرها، بحوالي 4000 نوع من الثعابين تشكل جزء لا يتجزأ من التنوع الحيوي على سطح الأرض.
كذلك، تعيش هذه الكائنات المدهشة في بيئات مختلفة، وتتكيف مع ظروف متنوعة بشكل لافت، فمنها ما يعيش في الأشجار والجحور والمياه.
وهذا ما تشير إليه الدراسة الجديدة التي نُشرت في 22 فبراير، والتي تُسلط الضوء على مفهوم “تفرد” هذه الكائنات فتقول إنه يعني التغييرات الصغيرة وغير المتوقعة التي تؤدي إلى نتائج كبيرة وغير متوقعة، بما يمثل تحولًا في منظور فهم العمليات التطورية.
وقد أثبت العلماء القائمون على الدراسة باستخدام أحدث التقنيات الجينية وتحليلات البيانات، أن الثعابين تتطور بمعدلات سريعة للغاية، مما يجعلها تتفوق على الكثير من الزواحف الأخرى في تنوعها وتكاثرها.
ورغم أن البحث يلقي الضوء على تفردها التطوري، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بكيفية تحقيق هذا التفوق، مما يجعلها لغزًا بيولوجيًا يستحق المزيد من الدراسة والاستكشاف، كما تلفت الدراسة.
من جهة أخرى، فإن مقارنة الثعابين بالسحالي والزواحف الأخرى تكشف عن الاختلافات البارزة في سلوكها وتغذيتها. فبينما تتغذى الثعابين بشكل أساسي على الفقاريات، تميل السحالي إلى الاعتماد على الحشرات واللافقاريات الأخرى كمصدر غذاء. وهذا يشير إلى اختلاف واضح في استراتيجيات البقاء على قيد الحياة بين الثعابين والسحالي.
وأيضًا، تظهر الثعابين مجموعة من السمات المتميزة مثل الانزلاقية، فالثعابين تستخدم الانزلاق كطريقة رئيسية للحركة، وهو ما يتيح لها التنقل بسرعة وفعالية على مختلف الأسطح وفي البيئات المختلفة.
كما أن لديها استراتيجية مميزة في الصيد والدفاع عن النفس؛ فالثعابين قادرة على فتح فكيها بشكل واسع لابتلاع فريستها، كما أنها قادرة على توصيل لدغة سامة إذا شعرت بالتهديد.