تشهد العديد من الدول الغربية زيادة ملحوظة في حوادث سرقة السيارات، حيث أصبحت السيارات أكثر عرضة للسرقة بفعل التطور التكنولوجي، وهذا ما لم يتوقعه شركات السيارات التي تسعى دائماً لمواكبة التطورات.
ووفقاً لصحيفة “الجارديان”، يواجه سائقو السيارات البريطانيون زيادة في عدد السرقات، حيث وصلت سرقات السيارات إلى أعلى مستوياتها منذ عقد من الزمان في إنجلترا وويلز.
وتشير الصحيفة إلى أن حوادث السرقة ارتفعت من 85 ألف مركبة في عام 2012 إلى 130 ألف مركبة مسروقة في عام 2023، بنسبة تزيد عن 50 بالمئة.
وينسب الخبراء هذا الارتفاع جزئياً إلى ظهور “نظام فتح السيارة دون مفتاح”.
بداية ظهور النظام
في الثمانينات، تم طرح أول أجهزة الدخول بدون مفتاح للسيارات، وبحلول نهاية التسعينيات، بدأت شركات تصنيع السيارات في تقديم أنظمة التشغيل بدون مفتاح، لكن هذا الخيار كان محصوراً أساساً في السيارات الفاخرة.
فيما بعد، أصبحت أجهزة “المفتاح الذكي” شائعة أكثر، والتي تتيح فتح السيارة تلقائياً عند اقتراب المالك دون الحاجة للضغط على زر، مما أدى إلى ظهور ثغرات أمنية جديدة تستغلها عصابات الجريمة.
وأوضحت تحقيقات صحيفة “الأوبزرفر” كيف تم تحذير صناعة السيارات منذ فترة طويلة من مشاكل البرمجيات التي كانت تندرج تحت هذا النظام.
ثغرات الأمان
ووفقاً لـ”سكاي نيوز عربية”، صدر تقرير في عام 2011 من جامعة كاليفورنيا وجامعة واشنطن يحذر من ثغرات الأمان في السيارات الحديثة، حيث نفذوا “هجومًا” لفتح الأبواب وتشغيل المحرك.
وفي العام التالي، حذر ستيفن ماسون، محامٍ متقاعد ومحرر مشارك لكتاب الأدلة الإلكترونية والتوقيعات الإلكترونية، من زيادة المعلومات والمقالات التقنية حول كيفية عمل أنظمة الدخول بدون مفتاح.
ماسون حذر من خطر “هجمات التتابع” على أنظمة المفاتيح الذكية، حيث يمكن للصوص الذين يستخدمون هذه التقنية استخدام برنامج لتوسيع نطاق الإشارة الصادرة عن المفتاح، حتى لو كان المفتاح داخل المنزل، مما يتيح لهم تفعيل تسلسل فتح القفل والسماح بقيادة السيارة.
سرقة 6000 سيارة سنويًا
وفي أوائل عام 2015، أطلقت شرطة لندن تحذيرًا بشأن سرقة ما يصل إلى 6000 سيارة وشاحنة صغيرة سنويًا بدون استخدام المفاتيح.
وفي السنة الماضية، أفادت شركة “أفيفا” لتأمين السيارات بأن أصحاب السيارات الحديثة بدون مفاتيح كانوا معرضين لخطر السرقة بنسبة تقدر بضعف مقارنة بالسيارات الأخرى.