مع إعلان وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي، تتركز الأنظار على مستقبل قطاع الغاز في المملكة.
وتمكنت شركة أرامكو من تحقيق إنجاز هائل في حقل الجافورة للغاز غير التقليدي، حيث أضافت 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، وملياري برميل من المكثفات إلى احتياطيات الحقل المؤكدة.
يُعزى هذا الإنجاز إلى تطبيق أرامكو لأعلى المعايير العالمية في تقدير الموارد الهيدروكربونية وتطويرها، مما يضمن حسن استغلالها وتحقيق الاستفادة القصوى منها.
بفضل هذا الاكتشاف، ارتفعت احتياطيات حقل الجافورة إلى 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، و75 مليار برميل من المكثفات، مما يجعله أحد أكبر حقول الغاز في العالم.
تمت المصادقة على هذه التقديرات من قبل شركة استشارات مستقلة كبرى متخصصة في مجال المصادقة على الموارد والاحتياطيات المؤكدة، مما يؤكد صحة ودقة هذه الأرقام.
آثار الاكتشاف
ويُتوقع أن يكون لهذا الاكتشاف تأثير إيجابي كبير على المملكة العربية السعودية، حيث سيساهم في تعزيز أمن الطاقة، وزيادة صادرات الغاز، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني.
هذه الاكتشافات تأتي كجزء من استراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، حيث أعلنت “أرامكو” في يوليو 2023، عن خطط لزيادة إنتاج الغاز بنسبة 50-60% بحلول عام 2030، لتلبية الطلب المحلي على الصناعة.
وتُعد المملكة العربية السعودية من أهم الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي على مستوى العالم.
ويرجع ذلك إلى احتياطياتها الضخمة من الغاز، والتي تُقدر بـ 297.5 تريليون قدم مكعبة قياسية (TCF) عام 2023.
وتحتل السعودية المرتبة السادسة عالمياً من حيث احتياطيات الغاز المؤكدة، والثالثة عربياً.
وتُولي المملكة اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع الغاز، وتستثمر بشكل كبير في استكشاف وإنتاج الغاز، خاصةً الغاز غير التقليدي، وتعمل على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي لسد احتياجاتها المحلية المتزايدة، والتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز.
يُستخدم الغاز الطبيعي في السعودية بشكل أساسي لتوليد الكهرباء، وتشغيل الصناعات، والاستهلاك المنزلي.
ويزداد استهلاك الغاز في المملكة بشكل سنوي، مع تزايد عدد السكان ونمو القطاعات الاقتصادية المختلفة.
تُصدر السعودية جزءاً من إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى الدول المجاورة، خاصةً إلى دول الخليج العربي، وتسعى إلى زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية في المستقبل.
بالأرقام خطط المملكة لـ 2030
تُخطط المملكة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 2.3 مليار قدم مكعبة يومياً بحلول عام 2030، وتعمل على تنفيذ عدد من الاستراتيجيات لتحقيق هذا الهدف، أهمها: زيادة الاستثمارات في استكشاف وإنتاج الغاز، كما تُخطط لزيادة استثماراتها في استكشاف وإنتاج الغاز، خاصةً الغاز غير التقليدي، وتُخطط لتطوير البنية التحتية لقطاع الغاز، بما في ذلك خطوط الأنابيب ومحطات التسييل.
واكتُشِف الغاز الطبيعي في 5 مكامن في حقول مكتشفة مسبقاً، حيث اكتُشف الغاز الطبيعي في مكمن “الجله” في حقل “عسيكرة” في الربع الخالي، بعد أن تدفق الغاز بمعدل 46 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، إضافة إلى اكتشاف مكمن إضافي للغاز الطبيعي في حقل “شدون” غرب مركز حرض، كما اكتُشِف الغاز الطبيعي في مكمن “عنيزة – أ” بعد أن تدفق الغاز بمعدل 15.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو (460) برميلاً من المكثفات.
وتم اكتشاف الغاز الطبيعي في مكمن “عنيزة ب/ج” في حقل “مزاليج” جنوب غربي الظهران، وتدفق الغاز بمعدل 14 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو 4.15 ألف برميل يومياً من المكثفات، واكتُشِف أيضاً الغاز الطبيعي في مكمن “الصارة” في حقل “الوضيحي” ومكمن “القصيباء” في حقل “أوتاد” جنوب غربي مدينة الهفوف، حيث تدفق الغاز الطبيعي من مكمن “الصارة” بمعدل 11.7 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومن مكمن “القصيباء” بمعدل 5.1 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو 57 برميلاً يومياً من المكثفات.
وتخطط حكومة المملكة العربية السعودية أيضًا لاستبدال النفط الخام وزيت الوقود والمولدات الكهربائية التي تعمل بالديزل بالغاز الطبيعي وتوليد الطاقة المتجددة، بحلول عام 2030، الأمر الذي من المرجح أن يزيد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي.
وبحسب بيانات “أرامكو” السعودية، تتوزع الاحتياطيات في حقول المملكة إلى 261.6 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات (احتياطيات نهاية 2021 نفسها)، و36.1 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي (كانت 36 مليار برميل بنهاية 2021).
هذا بالإضافة إلى 246.7 تريليون قدم مكعبة قياسية بنهاية 2022 (مقابل 241.5 تريليون قدم مكعبة قياسية بنهاية 2021)، منها 156.9 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب (مقابل 153.7 تريليون قدم مكعبة قياسية بنهاية 2021).