الوئام – خاص
أصبح السودان على شفا كارثة كبرى، عقب التحذيرات الأخيرة من مواجهة 18 مليون شخص حالياً الجوع الحاد في جميع أنحاء البلاد.
كارثة إنسانية
وقال محمد الأمين أبا زيد المحلل السياسي السوداني، إن الحرب فى السودان تدخل شهرها العاشر لتنذر بكارثة إنسانية كبيرة حيث يخيم شبح المجاعة على معظم ربوع البلاد جراء الحرب المستمرة منذ إبريل الماضى.
وأضاف “أبا زيد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن الحرب هى السبب الجوهرى المتسبب فى المجاعة، بفعل الحرب وتعطل أجهزة الدولة وفقدان السودانيين العاملين فى القطاع العام والخاص وظائفهم التى تشكل مصدر دخلهم وإعاشتهم، مع تعطل عجلة الإنتاج الزراعى والحيوانى والصناعى ليفقد الاقتصاد السودانى أهم قطاعاته الإنتاجية، الأمر الذى أدى إلى فشل الموسم الزراعى بسبب انعدام الوقود ومدخلات الزراعة والإنتاج وغياب التمويل والمؤسسات المانحة.
ونوه المحلل السياسي السوداني، إلى أن التقارير التى أطلقتها اليونسيف تشير إلى أن اكثر من 25 مليون سودانى من مجموع 48 مليونا هم سكان البلاد، يواجهون خطر المجاعة فى معظم ولايات السودان، كما أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل سودانى يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء جراء الحرب، وفى معسكر زمزم للنازحين بدارفور يموت طفل كل ساعتين بسبب نقص الدواء والغذاء.
نداءات عاجلة
وأوضح “أبا زيد”، أن الأمم المتحدة وجهت نداءًا عاجلاً لتوفير 4.1 مليار دولار لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان الذى يعانى أوضاعا مأساوية بسبب الحرب التى دمرت البنية التحتية وكل مقومات الاقتصاد الوطنى وقضت على أى فرصة للتنمية، وتعرقل جهود المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنسانى حيث تواجه صعوبات جمة فى توصيل المساعدات الإنسانية أهمها إغلاق الطرق بسبب العمليات الحربية وفشل طرفى الحرب فى التوصل لوقف دائم أو مؤقت لإطلاق النار، وفى جانب اخر تعانى المنظمات الدولية العاملة فى مجال توفير الغذاء فجوة تمويلية كبيرة.
دعوة للأمم المتحدة
وأشار “أبا زيد”، إلى أن نذر المجاعة والكارثة الإنسانية التى يعيشها شعب السودان بسبب تعطل مقومات الحياة وغياب الدولة تستوجب التحرك العاجل من الأمم المتحدة وكل الفاعلين الدوليين لتدارك خطر المجاعة ونقص الغذاء والدواء، بالإضافة إلى حث طرفى الحرب على الامتثال لوقف فورى لإطلاق النار يشكل مقدمة لوقف الحرب وسيل الدماء ورفع معاناة الشعب السودانى فى كافة وجوهها.