نحن نفكر في الفكاهة كعاطفة إنسانية واضحة، لكن بعض الحيوانات قد تستخدمها أيضًا لتقوية روابطها. هذا ما أظهرته دراسة جديدة، وجدت أن البشر قد لا يكونون وحدهم في حبهم للنكات العملية والمواقف الكوميدية.
وقد شاهدت إيزابيل لومر، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، أكثر من 75 ساعة من مقاطع الفيديو للقردة العليا، تتفاعل مع بعضها البعض.
القردة العليا هي الأقرب في السلوك من البشر، وتشمل إنسان الغاب والشمبانزي والبونوبو والغوريلا. وقد عاشت جميع القردة -التي راقبتها الدراسة- في حدائق الحيوان، وتم تصويرها وهي تحضر روتينها اليومي، حيث أظهرت سلوكيات تشبه النكات العملية، بما في ذلك الوخز والضرب وسحب الجسم، بهدف استفزاز زملائها للتفاعل معها.
وفي مشهد يعكس تفاعلاتنا البشرية، تجاهل البالغون في القردة المضايقة زملائها المتسببين بها، ما يدفعهم لمواصلة سلوكهم بأشكال أكثر تعقيدًا، حتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاشتباك الجسدي.
وما يثير الدهشة أكثر، وفق الدراسة التي ورد ذكرها في موقع “بي بي سي”، أن هذا السلوك بتعمد المضايقة يشبه تمامًا اللعب الساخر الذي نشهده في الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب التي تلعب بالعصي أو القطط التي تستمتع بالدغدغة.
ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول الغرض التطوري لهذا السلوك مفتوحة للنقاش، حيث يُعتقد أن الفكاهة تلعب دورًا في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد الحيوانات بما يشبه فلسفة اجتماعية لبناء الروابط بين أفراد القطيع وتعزيز التواصل، وهل يمكن للحيوانات تحقيق الغرض نفسه؟
ويتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات لفهم دور الفكاهة في العالم الحيواني بشكل أكبر.