مواجهة أخرى قد تكون مباشرة تبدو قريبة على المسرح الأوكراني بين الجيش الروسي وقوات لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا في باريس، أنّ حلفاء كييف سيُشكّلون تحالفا لتسليم صواريخ متوسّطة وطويلة المدى إلى أوكرانيا.
التصريحات الأوروبية سبقها إعلان أوكراني بالتخطيط لهجوم مضاد آخر قبل بدء الصيف، في محاولة لاستعادة أكبر قدر من الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في الوقت الراهن.
في السياق، يرى يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، أنه “وفقا للتقديرات الأوكرانية، هناك تأخير غربي في مسألة الإمدادات بواقع 50% عن الكم والمقدار من الدعم العسكري المنتظر من دول الناتو”.
ويقول يسري عبيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن “الغرب يستشعر الخطر الواسع من تحولات عسكرية قوية لروسيا مؤخّرا على مستوى القتال وضم مناطق جديدة، فضلا عن السيطرة على 20% من مساحة أوكرانيا، بالإضافة إلى استطاعة موسكو تخطّي الأزمة الاقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية والغربية والخنق على سلاسل الإمداد من النفط والغاز والتوريد الروسي للقمح والذّرة لدول العالم، فضلا عن دور روسيا العسكري الذي يناطح أكبر جيوش العالم وإمداداته والتحديث المستمر في موسكو للثالوث النووي”.
ويُضيف عبيد أن هناك العديد من النقاط التي ترجّح فشل أي هجوم أوكراني مضاد محتمل، مهما كانت كمية الدعم؛ من بينها:
– مِن المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا.
– دمار واسع لحق بالبنية التحتية العسكرية من مطارات وتجهيزات ومنشآت في أوكرانيا.
– ضعف الاستعدادات العسكرية الأوكرانية وقلة الإمدادات خلال الآونة الأخيرة يجعلان من الصعب القيام بهجوم عسكري شامل الفترة المقبلة.
– دخول خطوط إمداد غربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، سيصعّد من مستوى المواجهات المباشرة بين الغرب والروس وسيكون “الثمن فادحا”.
وتُفسّر تقارير رغبة الدول الغربية في الخطوة الأخيرة بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى بأنها هادفة لتحجيم روسيا حال الجلوس مع أوكرانيا على طاولة مفاوضات في المرحلة المقبلة، خاصة مع مؤشرات على فوز دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وإعلان ترامب تخلّيه حال الفوز بالرئاسة عن مواصلة واشنطن دعم أوكرانيا.