سنوات طويلة قطعها بجهد استثنائي وطموح منقطع النظير في مجال طبي دقيق، لتصبح سيرته عالمية وتجاربه مدروسة، فمن هو عبدالله الربيعة؟.
اشتهر عبدالله الربيعة في المجال الطبي والعلمي داخل وخارج السعودية بتجربته الرائدة في عمليات فصل التوائم السيامية، ومعالجة أمراض البنكرياس لدى الأطفال الرضع.
تخصص الربيعة في عمليات فصل التوائم السيامية منذ عام 1990 ونجح في فصل عشرات التوائم بنسب نجاح غير مسبوقة.
حصل عبد الله الربيعة على العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها: وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2002، ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة عام 2003.
منح في عام 2007 ميدالية التميز في جراحة الأطفال وفصل التوائم من الأكاديمية الطبية البولندية، ودرع التميز من الجمعية السعودية لجراحة الأطفال 2007.
الرجل المولود في 11 نوفمبر عام 1954 قضى طفولته ومراحل مهمة من شبابه في الرياض، وفي أحد الأيام سقط من فوق دراجته وهو صغير فجرح رأسه وذهب للطبيب الذي خاط الجرح بلا مخدر.
شاهد والده ما جرى وقال له مواسيا “إن شاء الله تصبح يوماً من الأيام جراحاً تعالج الجروح بدون ألم”.
وكانت هذه الحادثة بداية اهتمام الطفل بعالم الطب حتى وصل إلى مرتبة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية.
تابع الربيعة دراسته الابتدائية والثانوية في العاصمة السعودية الرياض فكان متميزا، والتحق بعد ذلك بكلية الطب في جامعة الملك سعود بالرياض حيث نال منها في عام 1979 درجة بكالوريوس في تخصص الطب والجراحة، وجاء الأول على دفعته.
في عام 1985 حصل على ماجستير في العلوم الجراحية من جامعة ألبرتا بكندا، ونال زمالة التدريس في جراحة الأطفال من نفس الجامعة عام 1986.
كما حصل في العام نفسه على زمالة الجراحة العامة من كلية الجراحين الملكية بكندا، وبعدها بعام نال زمالة جراحة الأطفال من مستشفى “آي دبليو كي للأطفال” هناك.
عمل الربيعة أستاذا مساعدا في جامعة الملك سعود بالرياض خلال 1988-1991، وطوال هذه الفترة عمل استشاريَ جراحة أطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي في نفس المدينة.
اشتغل أيضا استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فهد بالرياض ومستشفى الحرس الوطني بجدة. وفي الفترة من 2003 إلى 2004 ترأس كلية التمريض والعلوم الطبية المساعدة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض.
ثم ترأس أكاديمية الملك عبد العزيز الطبية للعلوم الصحية خلال 2004-2005، وعمل أستاذا بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض من 2005 إلى 2009. وفي عام 2009 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرا للصحة وظل في هذا المنصب حتى عام 2014 حيث أقيل على خلفية تداعيات انتشار فيروس كورونا.
النجاح الكبير جعل الكاتبة دومنيكا سيف اليزل تختاره بطلا لروايتها “الحب واليأس” الصادرة في 2008، والتي تدور أحداثها حول طفلتين متلاصقتين يخير الأطباء عائلتهما بالتضحية بإحداهما لتعيش الأخرى ويجدون صعوبة في اتخاذ القرار، لتنتهي القصة بانتصار الحب على اليأس عبر فصل التوأم بنجاح.
دخل غمار عمليات فصل التوائم السياميين منذ عام 1990، وقال في حوار صحفي “كانت أول حالة صعبة هي عملية فصل التوأم السوداني عام 1992، أما الحالة الأصعب فكانت عملية فصل التوأم الماليزي”.
وأثناء توليه منصب وزارة الصحة اعتمد خطة “المشروع الوطني للرعاية المتكاملة” لتوزيع الخدمات الصحية في السعودية، واعتمد شعار “المريض أولا” الذي يهدف لتعزيز حقوق المريض.
شارك في إنشاء وتطوير وحدة جراحة الأطفال وفق معايير عالمية في أكثر من مستشفى بالسعودية. واهتم الربيعة اهتماما خاصا بأمراض البنكرياس لدى الرضّع حيث أشرف على حوالي 65 حالة في هذا المجال.
يرى الربيعة أن التحدي الأكبر الذي يواجه وزارة الصحة في المملكة هو أن “الطلب أكثر من العرض.. والزيادة السكانية لم يواكبها إنشاء مرافق صحية”.
قدم الربيعة أكثر من 52 ورقة في ندوات وورش عمل وحلقات نقاش طبية. كما كتب بحوثا وكتبا محكمة وشارك في تأليف أخرى.