د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
الكبار هم الذين يعلّمونهم الكذب. بالفعل، هذه حقيقة لا شك فيها. لأن الصغير يستقي مفاهيمه الأولى من بيئته المحيطة ويكفي (على سبيل المثال) أن يطلب أحد أفراد الأسرة من الصغير أن يرد على الهاتف ويقول للطرف الآخر أن المطلوب غير موجود وهو ماثل أمامه بشحمه ولحمه. من هنا تنطلق مسيرة طويلة من الأكاذيب. قيل من شبّ على شيء شاب عليه.
الصغير يرى في والده النموذج الأهم في حياته وكذا الصغيرة ترى أمها أكمل امرأة في الكون. فإذا كانت تلك النماذج تكذب فمن الطبيعي أن يكذب التابع الصغير المعجب بهما.
قرأت ذات زمن مضى ضمن الأخبار الطريفة الواردة من وكالات الأخبار والتي تخصص لها الصحف أيام عزّها مساحات داخلية كانت تستهوي شريحة معينة من القرّاء. أقول قرأت خبرا عن طفلةٍ ألمانية سلّمت والدها للشرطة لأن ابويها نهياها عن الكذب وعواقبه. كان الأب قد اختبأ عن أعين الشرطة عقب هروبه منهم بعد ضبطه متجاوزاً للسرعة المحددة. عند وصول الشرطة منزله والسؤال عنه أفادت زوجته أنه غير موجودٍ بالمنزل، ولكن ابنتهم ذات الأربعة أعوام قاطعت أمها وأخبرت الشرطة عن مكان اختباء والدها.
علّق الأب الذي يواجه تهمتيّ تجاوز السرعة وانتهاء صلاحية رخصة القيادة على تصرّف صغيرته بقوله” لستُ غاضباُ منها، فقد علّمتها أن الكذب لا يُفضي إلاّ الى الشرّ وكنّا أمها وأنا نُحذرها دائماً من عواقب الكذب”.
من يكذب أمام أطفاله سيكذبون بدورهم بفعل المحاكاة والتقليد، نقطة آخر السطر.