يستمر الصراع في غزة، وتستمر ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعوم بقرارات وسياسات الولايات المتحدة، وكان آخر مجازر جيش تل أبيب، استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة المئات برصاص إسرائيلي مباشر، في أثناء عملية توزيع للمساعدات في قطاع غزة.
وللتعمية على دورها المساند لإسرائيل، قال مسؤولون أمريكيون إنّ الجيش الأمريكي نفّذ، السبت، أوّل عملية إسقاط مساعدات إنسانية جوا على غزة.
وبشأن تقييم الخطوة، وهل تمثّل تحوّلا جزئيا في موقف أمريكا من دعم إسرائيل نتيجة الضغوط الدولية والإقليمية، يقول سركيس أبوزيد، المحلل السياسي اللبناني والباحث بالشؤون الدولية: “الإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات في غزة والذي بدأ السبت، يعدّ نوعا من الاستعراض لتمييز موقف أمريكا المساند لتل أبيب على طول محطات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، واشنطن تقول للعالم إنها تحترم القانون الدولي الإنساني وقيم العدالة والمساواة، وهو أمر ينافي الحقيقة، حيث تواجه موجة من السّخط العالمي والغربي حاليا بعد مجزرة المساعدات، وغيرها من المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضي”.
ويُضيف سركيس أبوزيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا تنتظروا من الولايات المتحدة أي دور إنساني، وخطوة إنزال المساعدات تأتي سياسية بامتياز، وهي لن تضر موقفها المساند لإسرائيل على الأرض بالقرارات الدولية والسلاح، لكنها قد تسعى لتجميل صورتها المشوّهة بعض الشيء أمام الرأي العام العالمي والداخلي، لتبرير موقفها، كما أنها تكمل مسلسل التظاهر الإعلامي بأنها تطالب تل أبيب بأن يخفّف جيشها ممارساته وتحركاته الساعية في المقام الأول لقتل الأبرياء والأطفال والنساء وبأقصى درجات الوحشية”.
ويوضّح المحلل السياسي اللبناني: “الولايات المتحدة لن تقوم بدور جدي إزاء حل الصراع في غزة إلا باتفاقات وتنسيقات مع حكومة بنيامين نتنياهو، والدليل الدّامغ موقفها المساند، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، لإسرائيل، لا سيما في مجلس الأمن الدولي، و”الفيتو” الأمريكي الجاهز دائما ضد أي خطوة عالمية أو إقليمية، ولو على سبيل إدانة ممارسات جيش الاحتلال غير الإنسانية في قطاع غزة”.