في مساء يوم الأحد 20 أغسطس 1989، تم إطلاق النار على خوسيه وكيتي مينينديز عدة مرات من مسافة قريبة ببندقية أثناء وجودهما في غرفة العائلة في قصرهما في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
استجاب الضباط إلى مكان الحادث بعد اتصال من لايل مينينديز، الذي كان يبلغ من العمر 21 عامًا، على رقم 911.
كان لايل يصرخ: “شخص ما قتل والدي”.
حضرت الشرطة واستجوبت لايل وشقيقه إريك مينينديز، البالغ من العمر 18 عامًا، فقالا للمحققين إنهما وصلا إلى المنزل ليجدا والديهما مقتولين بالرصاص.
لاحقًا، وجدت الشرطة دليلًا صادمًا، أعقبه دليل آخر أكثر صدمة، كلف الشقيقين 35 عامًا لإثباته.
في وقت وفاته، كان خوسيه مينينديز يعمل في ستوديو أفلام، يدير قسم الفيديو المنزلي. اشتبه المحققون في البداية في أن عمليات القتل قد تكون مرتبطة بتعاملاته التجارية، لكن سرعان ما تحول الاهتمام إلى ابني الزوجين، لايل وإريك مينينديز.
سلوك لايل وإريك مينينديز يجذب التدقيق
في أعقاب الجريمة، بدا أن الأخوان ينفقان الكثير من أموال والديهما. اشتريا ساعات رولكس وعقارات واستثمرا في الأعمال التجارية.
في حين أن سلوك الأخوين في أعقاب الجريمة ربما بدا غير عادي، إلا أنه لم يكن دليلًا قاطعًا.
ولكن بعد حوالي ستة أشهر من الجريمة، وفي مارس 1990، حصلت الشرطة على معلومات من مصدر غير متوقع: جودالون سميث، صديقة طبيب نفساني كان لايل وإريك مينينديز يتحدثان إليه.
قالت للشرطة إن الشقيقين اعترفا بالقتل أثناء العلاج وكان هناك تسجيل صوتي له.
بعد أيام، في 8 مارس 1990، ألقت شرطة بيفرلي هيلز القبض على لايل مينينديز خارج القصر الذي قتل فيه والديه. وبعد يومين آخرين، استسلم إريك مينينديز في مطار لوس أنجلوس الدولي عند عودته من إسرائيل حيث كان يلعب التنس.
في 20 يوليو 1993، بدأت محاكمة لايل وإريك مينينديز التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة. وعلى الرغم من أنهم حوكما معًا، إلا أن كان لدى كل منهما هيئة محلفين منفصلة تقرر مصيرهما. وواجه الأخوان احتمال عقوبة الإعدام إذا أدينا بجريمة قتل من الدرجة الأولى.
جادل الدفاع بأن الشقيقين قتلا والديهما دفاعًا عن النفس وأنهما يستحقان تهمة وعقوبة أقل.
وقف الشقيقان ووصفا كيف أنهما تعرضا للإساءة. شهد لايل مينينديز أنه تعرض للاعتداء الجنسي من قبل والدته ووالده. قال إن والده بدأ يعتدي عليه جنسيًا منذ كان عمره 6 سنوات فقط.
وبينما شهد لايل مينينديز أن والده توقف عن الاعتداء الجنسي عليه عندما كان عمره 8 سنوات، شهد إريك مينينديز أن الأمر لم ينته أبدًا بالنسبة له وأنه تحدث عن هذا السر مع شقيقه الأكبر لايل قبل أيام من الجريمة – في سن 18.
شهد الأخوان أن لايل سرعان ما واجه والديهما – وفي الأيام التي سبقت الجريمة، أصبحت الأمور مثيرة للجدل لدرجة أنهما اعتقدا أن والديهما سيقتلونهما للحفاظ على سر العائلة. قالا إنهما يعتقدان أن والديهما سيقتلونهما ليلة الجريمة ولهذا السبب ذهبا إلى غرفة العائلة وأطلقا النار على الوالدين.
شهد العديد من أقارب وأصدقاء ومعارف عائلة مينينديز لصالح الأخوين، وأيدا وقائع الاعتداء البدني والعاطفي التي قالوا إنهم لاحظوها.
كان آلان أندرسن، ابن عم لايل وإريك، أحد هؤلاء الشهود، الذين لم يشهدوا الاعتداء الجنسي على الشقيقين، لكنه تذكر شيئًا يقول إنه غريب؛ قال إنه خوسيه مينينديز كان يستحم مع لايل وإريك، وأن كيتي مينينديز كانت لا تسمح له بالاقتراب من الغرفة، حيث يتواجد معهما الأب.
ردت النيابة على ادعاء الشقيقين بالدفاع عن النفس. وأشارت إلى المال كدافع وراء عملية القتل، لأنهما اشتريا البنادق التي ارتكبوا بها واقعة القتل قبل أيام من الحادث. وقالت النيابة إنه حتى لو تعرض الأخوان للإساءة والاعتداء الجنسي من الوالدين، فإن ذلك لا يمنحهما الحق في القتل.
وعندما بدأت المداولات، امتدت لأسابيع قبل أن تقرر هيئتا المحلفين أنهما منقسمتان حول ما إذا كان ينبغي إدانة الأخوين بالقتل أو القتل غير العمد. وتم الإعلان عن بطلان المحاكمة.
قررر المدعون إعادة محاكمة الأخوين مينينديز. وفي إعادة المحاكمة، التي بدأت في أكتوبر 1995، وتألفت -وقتها- من هيئة محلفين واحدة فقط بدلًا من اثنتين، جادل ممثلو الادعاء بأن الشقيقين كانا يكذبان بشأن الانتهاكات. كما اعترض الادعاء على قبول كمية كبيرة من أدلة الدفاع.
تداولت هيئة المحلفين القضية لعدة أيام قبل أن تجد لايل وإريك مينينديز مذنبين بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى. وبناءً على توصية هيئة المحلفين، حُكم على الأخوين في وقت لاحق بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود من إدانتهما، أخبر كليف غاردنر، أحد محامي الاستئناف للأخوين، الصحافة الأمريكية، بأن أدلة جديدة قد ظهرت تثبت أن لايل وإريك مينينديز كانا يقولان الحقيقة حول تعرضهما لسوء المعاملة. وفي مايو 2023 ، قدم غاردنر التماسًا للمثول أمام المحكمة يطلب فيه إلغاء إدانة الأخوين. وقال: “تعرض الشابين للإيذاء عندما كانا طفلين. لقد تعرضا لسوء المعاملة طوال حياتهم.. وهذه قضية قتل غير عمد وليست قضية قتل. الأمر بهذه البساطة”.
لو أدين الأخوين بالقتل غير العمد، لكانا قد تلقيا عقوبة أقصر بكثير وخرجا من السجن منذ وقت طويل؛ قال “غاردنر” للصحافة المحلية.
أول دليل جديد أعاد هذه القضية للحياة كان رسالة يقول المحامي كليف غاردنر إن إريك مينينديز كتبها إلى ابن عمه آندي كانو في ديسمبر 1988، قبل حوالي ثمانية أشهر من عمليات القتل.
تقول الرسالة، جزئيًا: “لقد كنت أحاول تجنب أبي. لا يزال يحدث آندي لكنه أسوأ بالنسبة لي الآن … كل ليلة أبقى مستيقظا معتقدا أنه قد يأتي… أنا خائف… إنه مجنون. لقد حذرني مائة مرة من إخبار أي شخص، وخاصة لايل”. يقول غاردنر إن هذا دليل على حدوث الإساءة.
هذه الرسالة ليست الدليل الوحيد الذي ظهر. فقد أكدتها شهادة روي روسيلو، كان عضوًا في فرقة موسيقية للمراهقين، والذي تقدم مدعيًا بأنه تعرض أيضًا للاعتداء الجنسي من قبل والد الشابين خوسيه مينينديز، في أوائل الثمانينيات، عندما كان قاصرًا.
في ذلك الوقت، كان خوسيه مينينديز يعمل كمدير تنفيذي في RCA Records، وهي شركة تسجيلات أمريكية مملوكة لشركة سوني، كانت وقعت حينها عقدًا مع الفرقة الموسيقية التي كان روي روسيلو عضوًا بها.
يبلغ روسيلو الآن 54 عامًا. يقول في إفادة خطية مشفوعة بحلف يمين قُدمت في عام 2023، إنه ذهب إلى منزل خوسيه مينينديز في خريف عام 1983 أو 1984. كان روسيلو يتراوح عمره بين 14 و15 عامًا في ذلك الوقت. يقول إنه “شرب كأسًا من النبيذ، ثم شعر أنه لا يسيطر على جسده”. وحينها أخذه خوسيه مينينديز إلى غرفة واغتصبه. وقد كرر خوسيه جريمته في مناسبتين أخرتين، كما ذكر روسيلو في إفادته الخطية.
“عندما سمعت عن ههذ الواقعة لأول مرة… بكيت”، قال لايل مينينديز، وأضاف: “بالنسبة لي، كان من المفيد جدًا أن تظهر أدلة جديدة تكشف حقيقة ما تعرضت له أنا وأخي من والدينا”. بينما قال محاميه غاردنر: “آمل في إعادة فتح هذه القضية أن يدرك القاضي أن الأدلة الجديدة ذات مصداقية ومقنعة بالفعل، ويلغي الإدانات”.