الوئام – خاص
من باب ذر الرماد في العيون، أعلن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن تعيين الأمريكية ستيفاني خوري نائبة للممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في خطوة يراها المراقبون جاءت في توقيت مهم نظرًا لخطورة الوضع في ليبيا.
وتعليقًا على الأمر قال الدكتور إدريس محمد المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمع الوطني للمصالحة، إن تعيين ستيفاني خوري جاء بسبب عودة التشرذم في الوضع السياسي داخل ليبيا، بعد تكرار الفشل في المشاريع ومقترحات التسوية السابقة، بقصد الوصول إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا، يختتم بتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة للخروج من المرحلة الانتقالية إلى دولة مدنية ديمقراطية.
وأضاف “إدريس” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أنه بسبب الخلاف في تفسير عدة نقاط تشريعية وتنفيذية واستشارية أصبح مصير الانتخابات في ليبيا من جديد وأمرها رهين باتفاق البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، في حين تفاقمت الخلافات ذاتها في القوى المحكمة في الدولة الليبية، وهي ما تعرف في الرأي العام الليبي بحكومة الظل المتكونة من عدة عناصر وجهات مختلفة سياسيًا وعسكريًا وغيرهما، كما يشترط بعضهم ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن دون النظر إلى أي توافق ليبي ليبي.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن البعض الآخر يشترط أن تجرى الانتخاب على ما توصلت له لجنة 6+6 غير المعدل، في حين يرى طرف ثالث ضرورة الوصول إلى قاعدة دستورية توافقية جديدة، أو اللجوء إلى الاستفتاء على الدستور، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع السياسي في ليبيا ظهر إثره على الجانب الاقتصادي، وبسبب تعثر الحلول السياسية حول إجراء الانتخابات، ظلت المشكلة قائمة بين هذه الأطراف.
وشدد السياسي الليبي، على أن مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي، حاول جمع الأطراف السياسية مؤخرًا تحت شعار “الطاولة الخماسية” وذلك للبحث عن مخرج للأزمة الليبية إلا أن هذا المقترح هو الآخر، تعثر، بسبب العديد من الأسباب أولها عودة المناكفات، والمعارضات الكيدية المعهودة، بين هذه الأطراف وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى البحث عن حلحلة لهذا الخلاف عبر تعيين “خوري” كنائبة له، بقصد السعي لدفع هذه الأطراف للتوافق، أملًا في السير نحو حل الأزمة الليبية طويلة الأمد.