في أول تقرير علمي من نوعه، تم توثيق عملية دفن أجرتها مجموعة من الأفيال الآسيوية لجثث عجولها في خنادق صرف بمزارع الشاي في الهند، في مثال نادر على سلوك الدفن من كائنات أخرى غير البشر.
الآثار المتبقية من الأقدام والروث التي اكتشفت في موقع الدفن أشارت إلى مشاركة أفراد القطيع من مختلف الأعمار في عملية الدفن. وقد أبلغ الحراس الليليون في المزرعة عن أصوات عالية من الأفيال، استمرت لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة، قبل مغادرة القطيع للمنطقة.
ولاحقًا، تم استخراج جثث العجول وفحصها، إذ تراوحت أعمارها بين 3 أشهر وسنة، وبيّنت الكدمات على طول ظهر كل عجل أن الجثث تم جرها أو حملها لمسافات طويلة إلى مواقع الدفن.
هذا المشهد المؤثر في عالم الحيوان ليس الأول وإن كان الأكثر تعقيدًا بعملية مشابهة لما يفعله البشر، فقد لوحظت أفيال الأدغال الأفريقية تغطي جثث موتاها بالنباتات وتعود إلى مواقع الدفن في وقت لاحق، إلا أن الأفيال الآسيوية في هذا التوثيق الأخير تجنبت العودة إلى مواقع الدفن، واستخدمت مسارات بديلة.
ويُظهر هذا السلوك المثير للاهتمام تعقيدات اجتماعية للأفيال، حيث تقدم الملاحظات دليلًا على التفاعلات العاطفية والاجتماعية بين أفراد القطيع. ومع ذلك، يجب تفسير هذه النتائج بحذر، خاصة مع النقص في فهمنا للحياة العقلية والعاطفية للأفيال.
إن فهم كيفية استجابة الأفيال للتغيرات السريعة في البيئة التي يسيطر عليها الإنسان يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات الحفاظ التي تعزز التعايش السلمي بين البشر والحيوانات، كما يقول تشيس لاديو في حديقة أوكلاهوما سيتي والحديقة النباتية.