تستمر حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط غياب الحلول الواضحة للأزمة التي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والنازحين، لكن تلك الحرب أجّجت معارك سياسية أخرى بين القوى الكبرى عالميا، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، منذ أيام، تعليقا على اجتماع الفصائل الفلسطينية في روسيا، أن الإدارة الأمريكية لا ترى أن موسكو تلعب “دورا بنَّاء” في محاولة حل الصراع في غزة.
وعن سرّ الهجوم الأمريكي على دور روسيا في غزة، يقول مصطفى شلش، الباحث في الشؤون الدولية مدير وحدة الدراسات الآسيوية في مركز الدراسات العربية – الآوراسية من موسكو، إن “وصف الإدارة الأمريكية للدور الروسي بأنه غير ‘بنَّاء’ ليس غريبا في ضوء صراع التصريحات والحرب السياسية بين واشنطن وموسكو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين، حيث وجّه وزير الخارجية سيرجي لافروف، ورئيس جمهورية روسيا الاتحادية السابق دميتري ميدفيديف، وكبار القادة الروس، انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية الداعمة بشكل مطلَق لإسرائيل، لا سيما في الحرب على غزة”.
ويُضيف مصطفى شلش، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “موسكو تستغل اجتماع الفصائل الفلسطينية على أراضيها لتسويق نفسها في صورة الحليف إلى بلدان الجنوب العالمي، في حين لم يصدر أي ترتيبات ذات قيمة بعد الاجتماع، فروسيا وأمريكا تجمعهما مصالح مع إسرائيل، لكن الاختلاف يكون كيف يتم تسويقها في الإعلام، حيث تستفيد موسكو من إرث الاتحاد السوفييتي في العلاقات مع البلدان العربية، لا سيما القومية منها، بخصوص القضية الفلسطينية”.
ويُوضّح الباحث في الشؤون الدولية: “البيان الأمريكي، كما البيانات الروسية، حرب إعلامية لا يُمكن البناء عليها لأي قراءة جادة لسياسة البلدين تجاه الحرب في غزة، لكنها حرب تفيد كل طرفٍ في تشويه السمعة وصناعة النفوذ الرمزي، حيث تستفيد واشنطن من شيطنة روسيا في أوروبا، بينما تستفيد موسكو من شيطنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.