خاص- الوئام
يعيش السودان تداعيات التوترات والصراعات الداخلية التي تراكمت على مدار السنوات القليلة الماضية، ما أثّر على الحياة اليومية للمواطنين وملأها بالعنف والمشقّة.
في سياق الحرب والنزاع؛ أكّدت ليني كريستين كينزلي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان، أن الحرب التي تجرى في السودان سجّلت أرقام جوع قياسية خلال 10 أشهر، بلغت 18 مليون سوداني في الوقت الحالي يعانون انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يمثّل 37% من السكان.
يقول معاذ محمد، الباحث السياسي المُتخصّص في الشؤون الدولية والسودانية، إنّ “العديد مِن المنظمات الغربية بدأت أعمالها في السودان بعناوين وتسميات مختلفة، تحت مظلة المساعدات الإنسانية، وتحديدا المجلس النرويجي للاجئين (NRC)”.
وعن دور المنظمات الإنسانية في الأزمة السودانية، يضيف معاذ محمد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا أستبعد التدخلات الخارجية، وهذا الأمر له الكثير من الوجوه التي يعتبر أخطرها التغطيات الإعلامية السالبة في حق السودان، واستغلال المنظمات الإنسانية لإحداث فوضى خلاقة”.
ويتابع المحلل السياسي: “السودان في دائرته لم يكن بعيدا عن التأثير الخارجي، لكن لم تفلح تلك التدخلات عبر تاريخ السودان في تغيير مسار البلاد، لكن ما حدث منذ 4 سنوات إلى يومنا هذا، دليل على إخفاق القادة والسلطة والمعارضة في رأب الصدع الذي تشكّل منذ إسقاط عمر البشير”.
ويوضّح معاذ محمد أن “المنظمات الإنسانية الغربية لطالما نفّذت أجندات خاصة، فهي قائمة على هذا الأساس، وكان من المفترض بالسلطة السودانية التحكم بصلاحيات هذه المنظمات ومراقبة عملها”.
وهذا ما أكّده مؤخرا مقطع فيديو نشرته قناة “فبراير” الفضائية الليبية، تحدّث فيه مواطن سوداني عن عمله في المجلس النرويجي للاجئين، مشيرا فيه إلى تقاضيه مبالغ مالية بالدولار وصفها بـ”المحترمة”، مقابل تنظيم سير المظاهرات والاستفتاءات وحتى التحضير لها في السودان.