تبدأ الكثير من الدول حول العالم، في هذه الآونة، تغيير التوقيت المحلي لديها إلى ما يعرف بـ”التوقيت الصيفي” حيث يتم تقديم عقارب الساعة لمدة 60 دقيقة.
وتستخدم 70 دولة (40% من دول العالم) نظام “التوقيت الصيفي”، فيتم تقديم التوقيت لـ60 دقيقة في فصل الربيع، وتأخيره بالقدر ذاته خلال فصل الخريف.
ويثار الكثير من الجدل حول هذا الإجراء، حيث بدأ منذ أكثر من قرن من الزمان، وترتبط بالحربين العالميتين، بالإضافة إلى رغبة الإنسان في الاستمتاع بأشعة الشمس لأطول فترة ممكنة، حسبما أذاعت قناة “ABC” الأمريكية.
في ذلك السياق، قالت آن بوكلي، محررة موقع “time and date” الذي يضم معلومات عن الوقت والمناطق الزمنية وعلم الفلك، إنه عند تقديم عقارب الساعة يؤدي إلى خلل في النظام اليومي للأفراد نوعًا ما، كما أن ضوء النهار لوقت إضافي يدفع الناس إلى الخروج من منازلهم وممارسة الرياضة والاستمتاع.
وتابعت: “الميزة الرائعة حقًا هي الأمسيات المشرقة.. ففي الواقع يتاح لنا قضاء ساعات من ضوء النهار بعد عودتنا إلى المنزل من العمل لقضاء بعض الوقت مع عائلتنا أو ممارسة الأنشطة”.
في تسعينيات القرن الـ19 اقترح جورج فيرنون هدسون، عالم الفلك والحشرات في نيوزيلندا، تغييرًا زمنيًا في الربيع والخريف لزيادة ضوء النهار، وفي أوائل القرن الـ20، قام باني المنازل البريطاني ويليام ويليت، الذي شعر بالانزعاج من أن الناس لا يستمتعون بأشعة الشمس في الصباح، باقتراح مماثل لكن لم يحظ أي من الاقتراحين بالقدر الكافي من الاهتمام لتنفيذه.
وبدأت ألمانيا في استخدام التوقيت الصيفي خلال الحرب العالمية الأولى معتقدة أنه سيوفر الطاقة، وسرعان ما حذت دول أخرى، بما في ذلك أمريكا، حذوها.
وخلال الحرب العالمية الثانية، أسست أمريكا ما أطلق عليه “زمن الحرب” على مستوى الولايات، ولكن تلك المرة كانت على مدار العام.
وبعد الحرب، ظهر مستويان من ضبط الوقت في جميع أنحاء أمريكا، حيث حافظت بعض المناطق على التوقيت الصيفي، بينما تخلصت مناطق أخرى.
وقال ديفيد بريرو مؤلف كتاب ” استغل ضوء النهار: القصة الغريبة والمثيرة للجدل حول التوقيت الصيفي”، إن ذلك تسبب في حالة إرباك لاسيما للمسافرين بين الولايات الأمريكية حيث كانوا يضطرون إلى تغيير الساعة أكثر من مرة، فعلى سبيل المثال توجد ولاية لديها التوقيت الصيفي، وقد تكون الولاية المجاورة لديها التوقيت الصيفي ولكن بدء العمل به وإنهائه في تواريخ مختلفة، والولاية الثالثة المجاورة قد لا تطبقه على الإطلاق.
وفي عام 1966، أصدر الكونجرس الأمريكي قانون التوقيت الموحد، الذي ينص على أن بإمكان الولايات إما تطبيق التوقيت الصيفي أو عدم تطبيقه، ولكن يجب أن يكون على مستوى الولاية، وأن اليوم الذي يبدأ فيه التوقيت الصيفي وينتهي في جميع أنحاء البلاد.
وأشار بريرو إلى أنه خلال أزمة الطاقة في السبعينيات، بدأت أمريكا تطبيق التوقيت الصيفي طوال العام، ولم يعجب ذلك مواطنيها، فعدم شروق الشمس في الشتاء في بعض المناطق حتى حوالي الساعة التاسعة صباحًا أو حتى بعد ذلك، كان الناس يستيقظون ويذهبون إلى العمل ويرسلون أطفالهم إلى المدرسة في الظلام.
وأشار إلى أن استخدام التوقيت القياسي طوال العام يعني خسارة تلك الساعة الإضافية من ضوء النهار لمدة ثمانية أشهر في أمريكا.