أصبح التعرف على الفرق بين الصورة الحقيقية والصورة التي تم صنعها بواسطة الذكاء الاصطناعي أمرًا صعبًا بشكل متزايد حيث أصبحت تقنية التزييف العميق أكثر واقعية من أي وقت مضى.
وبدأ الباحثون في جامعة “واترلو” الكندية في تحديد ما إذا كان بإمكان الناس التمييز بين صور الذكاء الاصطناعي والصور الحقيقية، وطلبوا من 260 مشاركًا تصنيف 10 صور تم جمعها بواسطة بحث Google و10 صور تم إنشاؤها بواسطة أداتان مختلفان للذكاء الاصطناعي يستخدمان لإنشاء صور مزيفة على أنها حقيقية.
وأشار الباحثون إلى أنهم توقعوا أن يتمكن 85% من المشاركين من التعرف على الصور بدقة، لكن حوالي 61% فقط منهم قاموا بتحديد الصور بشكل صحيح، بينما نحو 40% لم يتمكنوا من ذلك.
في السياق ذاته، وجدت الدراسة أن الأسباب الأكثر شيوعًا التي جعلت الأشخاص يحددون الصور على أنها حقيقية أو مزيفة كانت من خلال النظر إلى تفاصيل مثل العيون والشعر، بينما كانت الأسباب الأخرى الأكثر شيوعًا هي أن الصورة “تبدو غريبة”.
وسُمح للمشاركين بالنظر إلى الصور لفترة غير محدودة من الوقت والتركيز على التفاصيل الصغيرة، وهو أمر لن يفعلوه على الأرجح إذا كانوا يقومون بالمشاهدة السريعة عبر الإنترنت.
من جانبها، قالت أندريا بوكول، طالبة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر بجامعة واترلو والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “الناس ليسوا ماهرين في التمييز كما يعتقدون.. وأدوات التضليل تتغير وتتطور باستمرار”.
وتابعت: “قد يصل الأمر إلى نقطة حيث سيظل الناس، بغض النظر عن مدى تدريبهم، يكافحون من أجل التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة، ولهذا السبب نحتاج إلى تطوير أدوات لتحديد هذا الأمر ومواجهته.. إنه مثل سباق تسلح جديد للذكاء الاصطناعي”.
وكذلك، أوضح الباحثون أنهم متحمسون لإجراء الدراسة لأنه لم يتم إجراء أبحاث كافية حول ذلك الأمر، لذلك نشروا استطلاعًا يطلب من الأشخاص تحديد الصور الحقيقية مقابل الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الدراسة أن ما يقرب من 40% من المشاركين صنفوا الصور بشكل غير صحيح مما يؤكد أن الأشخاص لا يجيدون التفرقة الصور الحقيقية عن الصور المزيفة، وهو ما يسمح بسهولة نشر روايات كاذبة ويحتمل أن تكون خطيرة.
وأكدت الدراسة أيضًا أن المشاركات الإناث كان أداؤهن أفضل، حيث خمن بدقة تتراوح بين 55% إلى 70% تقريبًا، بينما الذكور بنسبة بين 50% إلى 65%.
وقالت الدراسة إن هذا البحث مهم لأن التزييف العميق أصبح أكثر تعقيدًا وأسهل في الاستخدام خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على المجتمع.