تعثَّرت المفاوضات في القاهرة على مدار أيام متتالية للخروج باتفاق هدنة في غزة بين حكومة تل أبيب وفصائل فلسطينية، في حضور ممثلين عن أطراف إقليمية ودولية.
وضمن آخر التطوّرات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه عن حالة الاتحاد، الخميس، إن الجيش الأمريكي سيبني ميناءً مؤقّتا على ساحل قطاع غزة على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر، ولا تتضمّن الخطة نشر عسكريين أمريكيين في غزة.
وعن مدى أن يكون إنشاء الميناء حلا مؤقّتا للأزمة الإنسانية في القطاع، يرى يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، أنه “لا أحد يعلم النوايا الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية من إنشاء هذا الميناء على سواحل غزة، ولن يكون حلا ناجعا للأزمة الإنسانية ومعالجة حالة الجوع المستشرية في القطاع، وطوال 6 أشهر بالتمام والكمال تواصل واشنطن دعمها المطلق لحليفتها المدللة تل أبيب، وقتل الفلسطينيين بدم بارد وممارسة الإبادة الجماعية”.
ويقول يسري عبيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن “أمريكا أبرمت أكثر من 100 صفقة أسلحة لتمويل إسرائيل عسكريا بعيدا عن الكونجرس، وكلها أسلحة استُخدمت في إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل، وبالتالي يبقى الهدف الواضح من إنشاء الميناء الإغاثي بتنسيق كامل أمريكي إسرائيلي، ذر الرماد في العيون وتخفيف الضغوط الإقليمية والدولية عن واشنطن وتل أبيب معا”.
ويُضيف الباحث في الشؤون الدولية أن “هناك سيناريوهين آخرين لتفسير إقدام أمريكا على إنشاء الميناء، الأول أن يكون في إطار لعبة الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية ومحاولة ضغط أمريكية على نتنياهو ومعاونيه للقبول بخطة اتفاق مع الفلسطينيين، والآخر هو تعاون أمريكي إسرائيلي تام لتخفيف كل الضغوط السياسية عالميا”.