يستمر العراق في طريق المحادثات مع الجانب الأمريكي بشأن انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف من العراق، لكنّ هناك أطرافا متعدّدة منخرطة، بدءا من الشارع العراقي وصولا إلى الأحزاب والمناطق ذات الأكثرية السنية بالإضافة إلى الأكراد.
وفي ظل تعدّد الأصوات العراقية والآراء وعدم انتهاء جولات المحادثات، هل تشكّل المعضلة الأمنية والسياسية أزمة تلوح في الأفق للعراق فيما يتعلق بالتهديدات الأمنية الداخلية.
يقول واثق الجابري، المحلل السياسي والباحث العراقي المتخصص في الشؤون العربية والدولية، إن “القوات العراقية قادرة تماما على إحكام السيطرة على الملف الأمني، وليست في حاجة إلى معاونة أمنية دولية في هذا النطاق بعدما تنامت وتعافت قدراتها على مدار السنوات الأخيرة، وباتت ناجحة تماما في ملاحقة فلول الجماعات الإرهابية والدواعش، بالإضافة إلى تعقّب العصابات المنظمة للجريمة ومافيا السلاح والمخدرات”.
ويُضيف واثق الجابري، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “العراق في حاجة ماسّة إلى مواصلة التسلّح بشكل متطوّر ومكثّف، لا سيما المتعلقة بقدرات الدفاع الجوية من عدة دول، وليس شرطا الولايات المتحدة فقط، وحسب تقدير الخبراء فإن الزيارات الأخيرة التي قام بها وفد رفيع المستوى من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية إلى قاعدة عين الأسد بعد التفاوض في الجولة الأخيرة مع الطرف الأمريكي شددت على أن التعاون مفتوح بين الجانبين”.
ويوضّح الباحث العراقي أن “حكومة السوداني وخلال ملتقى دافوس، أكدت على أن العراق ينشد استمرار التعاون مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، القائم على العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة لإقامة الاستثمارات والاقتصاد في المقام الأول، والعراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية في المرحلة المقبلة، وسيكون التعاون أكثر بين واشنطن وبغداد منصبّا بالمرحلة المقبلة على تفعيل الشراكة الثنائية في مجالات التعاون السياسية والدبلوماسية وبناء النظام السياسي والمالي القوي”.