تنمو الديدان الصغيرة بشكل جيد في منطقة تشيرنوبل المحظورة في أوكرانيا، على الرغم من ارتفاع مستويات الإشعاع فيها. يعتقد العلماء أن مرونة هذه الديدان قد تفيد في البحوث حول السرطان لدى البشر.
سافر الباحثون إلى المنطقة وجمعوا الديدان من نوع Oscheius tipulae. عند تحليل هذه الديدان التي تعيش في ظروف متأثرة بتأثيرات كارثة تشيرنوبل النووية، اكتشف العلماء أن جينوماتها لم تتأثر. هذا رغم تعرض الأجيال للإشعاع، حسب دراسة نُشرت في مجلة PNAS في 5 مارس.
“تشيرنوبيل كانت مأساة هائلة، ولكن لا يزال لدينا قليل من الفهم حول تأثيراتها على السكان المحليين”، قالت صوفيا تينتوري، الباحثة الرئيسية في الدراسة زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأحياء في جامعة نيويورك، في بيان. “هل اختارت التغييرات البيئية الفجائية أنواعًا تكون مقاومة للإشعاع؟”.
وأجرى العلماء تسلسل جينومات لـ 15 دودة من المنطقة المعرضة لمستويات مختلفة من الإشعاع، ولم يجدوا علامات واضحة على الضرر النووي فيها. وكانت هذه النتائج تتعارض مع ما وُجِد في حيوانات أخرى، مثل الضفادع.
“هذا لا يعني أن تشيرنوبل آمنة، ولكن يبدو أن الديدان متحملة وقادرة على تحمل الظروف الصعبة”، قالت تينتوري. “ليس لدينا معرفة كافية عن مدى تعرض الديدان للإشعاع على مر السنين”.
تساءل الباحثون إذا كانت هذه الديدان قادرة بشكل خاص على إصلاح الحمض النووي الخاص بها. لتحقيق ذلك، تركوا 20 دودة تتكاثر في المختبر، واختبروا أحفادها لمعرفة استجابتهم للمواد الكيميائية التي تلحق ضررًا بالحمض النووي.
وجدوا تباينًا في قدرة الأنساب على مقاومة التغييرات في الحمض النووي بسبب المواد الكيميائية، ولكن لم يجدوا علاقة بين مستوى المقاومة ومستوى الإشعاع.
ويشير هذا إلى أن الديدان لم تتطور بشكل محدد بسبب الإشعاع، ولكن قد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر.
يهدف الباحثون الآن إلى فهم تلك العوامل وتأثيرها على عرضة الأفراد للإصابة بالسرطان. تقول تينتوري: “الآن بعد أن عرفنا أنواع O. tipulae الأكثر تحملًا، يمكننا استخدامها لفهم سبب عرضة الأفراد للسرطان”.