الدكتور أحمد عبدالله – الباحث في الشأن السوداني
تستمر محاولات أطراف إقليمية ودولية لإيقاف نزيف الدم في السودان، المستمر منذ منتصف أبريل الماضي، حيث ينطلق المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو، في جولة واسعة، تشمل عدة دول إفريقية وشرق أوسطية، تستمر 8 أيام خلال الفترة من 11 إلى 23 مارس الجاري.
تأتي جولة توم بيريلو في إطار الجهود الأمريكية المبذولة لإنهاء الصراع في السودان وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني ووضع خارطة طريق نحو تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية، فهل تكون تلك الجولة قادرةً على إيجاد مخرج للأزمة الإنسانية في السودان؟
أيُّ حراك دولي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة دون احترام حقيقي لحقوق المواطن السوداني، المتضرر الأوّل من ويلات الحرب، يعد إهدارا للوقت والمجهود، والولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تبحث عن طريق آخر للحل، لأنّ الحلول الحقيقية من التوافق الداخلي وليس من المشاورات الخارجية.
المواطن السوداني المعني الأول بإيجاد الحلول للأزمة، وحاليا يبدو أن أمريكا تسلك بمبعوثها الجديد نفس سلوك وخطوات المبعوث الخاص الأمريكي السابق، وهو “طريق فاشل”.
الحراك الدولي لحل الأزمة لا يملك آليات تجبر طرفَي الحرب، خاصة المليشيات، على تنفيذ الالتزامات التي تُوقَّع، كما حدث في محادثات “منبر جدة” قبل أسابيع، وبالتالي نرى أن كل الجهود ستكون مكررة وكربونية، ولن تثمر عن جديد ما دامت تسلك نفس الطرق.