تتوالى محاولات إقرار السلام في قطاع غزة وإبرام اتفاق هدنة قبل ساعات من شهر رمضان المبارك، ومع فشل محادثات القاهرة التي استمرت أياما متتالية، بحضور أطراف إقليمية ودولية، تستضيف السعودية، الأحد، اجتماعا سداسيا عربيا لبحث إنهاء الحرب على غزة، بمشاركة قطر والإمارات والأردن ومصر وفلسطين، ويبحث إدخال المساعدات والمرحلة المقبلة لإقامة دولة فلسطينية.
يقول أحمد سلطان، الباحث في الشؤون الدولية، إن “السعودية لها دور مهم وحيوي، ويمكن اعتباره الأهم حاليا، وتستطيع أن توظّف ما حققته من مكانة متصاعدة، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، خلال السنوات الأخيرة، لممارسة ضغوط دولية وإقليمية قوية لإحداث انفراجة بمحادثات الهدنة الممهدة للحل السلمي للقضية الفلسطينية، كما أن الاجتماع السداسي خلال الساعات المقبلة يمكن اعتباره تنسيقيا في المقام الأول ولوضع خارطة طريق للأيام المقبلة مع دخول شهر رمضان”.
ويُضيف أحمد سلطان، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “المملكة أمامها فرصة ذهبية للحصول على ورقة رابحة للفلسطينيين في صراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وهناك أوراق ضغط مثالية تمتلكها الرياض حاليا، بعدما أعلنت أنه لا تطبيع للعلاقات مع تل أبيب دون وقف تام للمجازر بحق الشعب الفلسطيني ودون وجود أطر واضحة لحل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
ويُوضّح الباحث في الشؤون الدولية أن “موقف المملكة واضح ومحدَّد بأكثر من مناسبة، فهي ترفض أن تهدي حكومة بنيامين نتنياهو وجو بايدن أي مزايا سياسية بـ’تطبيع العلاقات’، خاصة قبل انتخابات السباق الرئاسي في الولايات المتحدة ومع تراجع شعبية نتنياهو في بلاده، والمملكة تدرك أيضا أهمية التنسيق العربي العربي المستمر وتوحيد الرؤى والمحادثات والرأي في تلك المرحلة الحساسة من عمر الصراع بالقضية الفلسطينية، وبالتالي السعودية تدرك أهمية المشاركة العربية في ظل عدم وجود حل لمسألة إدخال المساعدات الإنسانية، إذ إن مسألة إسقاط المساعدات جوا ليست حلا تاما لأزمة الجوع”.