بالتزامن مع دخول شهر رمضان ترفع كافة الأجهزة المعنية المرتبطة بنشاط العمرة والزيارة من وتيرة الاستعداد وتتكامل الخدمات لتقديم تجربة ثرية لقاصدي بيت الله الحرام يظل أثرها باقيًا معهم حتى بعد العودة إلى بلادهم سالمين وذلك ضمن خطط أمنية متكاملة تضعها وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الأخرى ويتكاتف الجميع من أجل تحقيقها.
وخلال المؤتمر الصحفي الأول لقادة قوات أمن العمرة، تم استعراض خطة أمن العمرة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تم تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية والجهود لضمان نجاح الخطط الأمنية لموسم العمرة لعام 1445، وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
ووفقًا لما ذكره مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، فإنه سيتم استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكثافات ومعالجتها في المسجد الحرام والمسجد النبوي لضمن انسيابية الحشود وهذا الأمر تطبقه السعودية منذ سنوات حيث تلعب التقنيات دورًا كبيرًا في تنظيم الحشود في موسمي الحج والعمرة سنويًا.
ولفت إلى تكثيف الحضور الأمني الميداني للرصد السريع للحالات الأمنية والتدابير الوقائية لمنع الجريمة ومكافحة النشل والظواهر السلبية التي تؤثر في أمن ضيوف الرحمن.
كما بدأت قوات الدفاع المدني في تنفيذ خططها لخدمة وسلامة ضيوف الرحمن في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة في وقت مبكر، وذلك من خلال جولات السلامة والتوعية للزوار والمعتمرين في دور الإيواء ووسائل الإعلام والمعارض المتنقلة، كما انتشرت مراكز الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى المراكز الموسمية وفرق التدخل السريع.
فيما تم ذلك من خلال نقاط الإشراف الوقائي والوحدات المتنقلة والإسناد الميداني للآليات والمعدات الثقيلة والفرق المتخصصة وقوة دعم الحرم في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، بالتعاون مع جهود المتطوعين واستخدام التقنية والذكاء الاصطناعي في أعمال الدفاع المدني خلال موسم العمرة.
وأعلنت المديرية العامة للجوازات، رفع الجاهزية لضمان سرعة إنهاء إجراءات قدوم ضيوف الرحمن من المعتمرين منذ بدء موسم العمرة وذلك من خلال وجود خطة أمنية تشمل استقبال وإنهاء إجراءات القدوم والمغادرة للمعتمرين من خارج المملكة عبر جميع المنافذ، وتسهيل التصاريح الأمنية للشركات، والتنسيق والمواءمة من خلال تقديم أعمال الدعم والمساندة لجميع الجهات العاملة لخدمة ضيوف الرحمن.
وتهدف هذه الاستعدادات إلى تسهيل إجراءات وصول المعتمرين ومغادرتهم بسرعة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لتقديم الدعم والمساندة وتوعية الزوار والمعتمرين.
يذكر أن وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة كان قد كشف في وقت سابق أن عدد المعتمرين خلال 2023 وصل إلى رقم قياسي تاريخي؛ حيث بلغ 13.5 مليون معتمر، بزيادة 58% عن أعلى رقم والذي كان في العام 2019، والذي بلغ 8 ملايين و550 ألف، مشيرًا إلى أن تم إنجاز 10 مواقع تاريخية جديدة و18 وجهة إثرائية، ويجري العمل على 12 موقعًا تاريخيًّا؛ لإثراء تجربة ضيوف الرحمن، مضيفًا أن أكثر من 35 شركة ستقدم خدماتها في حج هذا العام، مقارنة مع 20 شركة بالعام الماضي.