الوئام – خاص
تتجاوز العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية الثلاثين عامًا، كما تمتد جذورها إلى أكثر من 75 عامًا.
وتعد الصين الشريك التجاري الرئيسي للمملكة، وشهدت التجارة والاستثمارات بين البلدين نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.
تبادل الريال واليوان الصيني
وخلال نوفمبر الماضي، وقع البنك المركزي السعودي “ساما” والبنك المركزي الصيني اتفاقية ثنائية لتبادل العملات لمدة ثلاث سنوات، بقيمة تصل إلى 50 مليار يوان صيني، ويأتي هذا في إطار التعاون المالي بين البنكين المركزيين، مما يعكس توطيد العلاقات بينهما في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي القمة السعودية الصينية في الرياض ديسمبر 2022، تم التأكيد على زيادة حجم الاستثمارات النوعية المتبادلة وتطوير المشاريع الواعدة في تقنيات تحويل النفط إلى بتروكيماويات، كما تم التشديد على شراكة استراتيجية مهمة في مجال الطاقة بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري غير النفطي.
تبادل إدراج صناديق
وفي أغسطس 2023، أفادت مصادر بمحادثات بين بورصتي الصين والسعودية لتبادل إدراج صناديق مؤشرات متداولة، مما يشير إلى تعميق العلاقات المالية والدفء في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
شراكة استراتيجية
ومؤخرًا أعلن برنامج الربط الجوي عن شراكة استراتيجية مع شركة خطوط شرق الصين الجوية، بهدف إطلاق مسار جوي مباشر يربط بين المملكة والصين، ويأتي هذا في إطار جهود تعزيز الربط الجوي بين البلدين.
وبموجب الاتفاقية، ستُقدم خطوط شرق الصين الجوية ثلاث رحلات أسبوعية من مطار شنغهاي بودونغ الدولي إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ابتداءً من 8 أبريل 2024، باستخدام طائرات من طراز “A330-200″، مما يوفر طاقة استيعابية تصل إلى 35,880 مقعدًا سنويًا للزوار القادمين من الصين.
وتتماشى هذه الخطوة مع جهود تعزيز العلاقات السعودية الصينية، وتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي بين البلدين، مما يعزز التبادل الثقافي ويفتح فرصًا جديدة للتعاون والنمو.
تعزيز الربط الجوي
ويُعد إطلاق هذا المسار الجديد خطوة هامة نحو تعزيز الربط الجوي بين المملكة والصين، وفي هذا السياق، أكدت شركة خطوط شرق الصين الجوية أهمية المسار الجديد كبداية لتعاون يجمع بين الشركة وبرنامج الربط الجوي، ويعزز الجهود الرامية لتعزيز العلاقات بين البلدين.
زيادة التبادل
كما يتوقع الطرفان زيادة في فرص الحوار والتبادل الثقافي والتجاري من خلال مبادرة “طريق الحرير الجوي”.
ويأتي هذا التعاون تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى لترسيخ مكانتها كمركز رائد للطيران في منطقة الشرق الأوسط، ونقطة اتصال رئيسية بين الشرق والغرب.
وتمكنت المملكة خلال العام الماضي من تحقيق مستهدفاتها بوصول 100 مليون سائح، بما في ذلك 27 مليون سائح أجنبي، قبل 7 أعوام من الموعد المحدد، وكشفت عن مستهدفات جديدة لوصول 150 مليون سائح بحلول العام 2030، بما في ذلك 70 مليون سائح أجنبي.
زيادة النمو السياحي
وبرنامج الربط الجوي يهدف إلى زيادة النمو السياحي في المملكة من خلال تعزيز الربط الجوي مع دول العالم وتطوير المسارات الجوية وربط المملكة بوجهات عالمية جديدة.
ويعمل البرنامج كممكن تنفيذي للإستراتيجية الوطنية للسياحة والطيران، ويعمل على بناء الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة عالميًا في مجال الربط الجوي السياحي.
وتعتبر شركة خطوط شرق الصين الجوية واحدة من أكبر شركات الطيران في الصين، حيث تعود جذورها إلى أول سرب للطيران المدني الذي تأسس في شنغهاي في يناير 1957.
وتمتلك الشركة أسطولًا يتكون من حوالي 800 طائرة، مما يجعلها واحدة من أحدث الأساطيل في العالم، وتمتلك أكبر أسطول من الطائرات ذات الجسم العريض في الصين، والمجهزة بأحدث النماذج التجارية والتقنية.
والجدير بالذكر أنه بفعل الزيادة الملحوظة في التبادل التجاري والاستثمار بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، تتجلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين بنمو مستدام وواعد، مما يعزز التعاون المستقبلي.
وبارتفاع متسارع في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين السعودية والصين، تصبح السوق السعودية جاذبة بالنسبة للشركات الصينية، حيث تتجه نحو استكشاف الفرص الاستثمارية والاستفادة من الفرص المتاحة.