كشفت مجلة “sci tech daily” العلمية إن الذكاء الاصطناعي أصبح قادر على التعرف على الأنماط في مجموعات البيانات المعقدة وصياغتها في نظرية فيزيائية.
وقالت: “عادة ما يرتبط تطوير نظرية جديدة بعظماء الفيزياء، وقد تفكر في إسحاق نيوتن أو ألبرت أينشتاين، على سبيل المثال، ولكن في الآونة الأخيرة يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي القيام بذلك”.
وأجرى الباحثون في مركز أبحاث “يوليش” الألماني، تجربة ببرمجة إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأنماط في مجموعات البيانات المعقدة وصياغتها فيزيائيًا.
ووجدت الباحثون الألمان أن “فيزياء الذكاء الاصطناعي” تتضمن نهجًا يُعرف باسم “فيزياء التعلم الآلي”، ومن ثم يتم استخدام أساليب الفيزياء لتحليل وفهم الوظيفة المعقدة للذكاء الاصطناعي.
وأضافوا: “كانت الفكرة الجديدة الحاسمة التي طورتها مجموعتنا البحثية هي استخدام شبكة عصبية أولاً تتعلم رسم خريطة دقيقة للسلوك المعقد المرصود لنظام أبسط، بمعنى آخر، يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تبسيط جميع التفاعلات المعقدة التي نلاحظها بين مكونات النظام”.
وتابعوا: “نستخدم بعد ذلك النظام المبسط وننشئ خريطة عكسية باستخدام الذكاء الاصطناعي المدرّب.. وبالعودة من النظام المبسط إلى النظام المعقد، نقوم بعد ذلك بتطوير النظرية الجديدة.. وفي طريق العودة، يتم بناء التفاعلات المعقدة قطعة تلو الأخرى من التفاعلات المبسطة”.
وأشاروا إلى أن النهج لا يختلف كثيرًا عن نهج الفيزياء العلمية المتعارف عليها، مع الفارق هو أن الطريقة التي يتم بها تجميع التفاعلات تُقرأ الآن من أدوات الذكاء الاصطناعي.
وقالو: “هذا المنظور للعالم – الذي يفسره من خلال التفاعلات بين أجزائه المختلفة التي تتبع قوانين معينة – هو أساس الفيزياء، ومن هنا جاء مصطلح (فيزياء الذكاء الاصطناعي)”.
ولفتوا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي تجعل الحسابات ممكنة في المقام الأول، ويمكنك الوصول بسرعة كبيرة إلى عدد ضخم جدًا من التفاعلات المحتملة.
وأوضحوا: “بدون استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكنك فقط النظر إلى الأنظمة الصغيرة جدًا، ومع ذلك، لا يزال الجهد الحسابي المطلوب مرتفعًا، ويرجع ذلك إلى حقيقة وجود العديد من التفاعلات المحتملة حتى في الأنظمة التي تحتوي على العديد من المكونات، وفي المستقبل، ينبغي أيضًا سيكون متاحًا إنشاء أنظمة أكبر بكثير”.