د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
يبدو معظم الناس طُلقاء شكلاً بينما هم في حقيقة الأمر أسرى للرغبات والشهوات وحب الامتلاك. استغل ذلك الضعف خبراء الإعلان فدغدغوا مواطن الشره الاستهلاكي لديهم فأقنعوا الكثير منهم بالسعي نحو اقتناء الاشياء. اصبح الفرد يشتري الضروري وغير الضروري من السلع والمنتجات بكافة اصنافها. يفعل الناس اليوم عكس المقولة الشهيرة (إذا اشتريت ما هو غير ضروري فستبيع قريباُ ما هو ضروري) لهذا فالاعتدال في كل الأمور يجعل الحياة أيسر وأسهل.
حسب الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو فإن انتصار الفرد على نفسه في مواجهة رغباته واحساساته هو الانتصار الحقيقي ولا يتحقق ذلك بالقضاء على تلك الرغبات بقدر ما يكون السيطرة عليها والحد منها قدر المُستطاع.
أدرك بأن قول المثاليات سهل وأن تطبيق تلك المقولات صعب، بل شاق على البعض، ولكنني في ذات الوقت أحاول تلمّس مكامن المآزق التي قد يقع فيها الناس (وكاتب هذه السطور منهم) والتحذير منها قبل أن تبدأ مواويل الشكوى والتذمر. بكل اختصار أقول قبل وقوع الفأس في الرأس يُفترض توقع المآلات حتى ولو كانت ضد ما نرغب ونشتهي وفي ذلك يقول الشاعر بن بشير:
قَدّرْ لِرِجلِكَ قبلَ الخطوِ مَوضِعَها
فمَن علا زَلَقاً عن غِرّةٍ زَلَجا
ولا يَغُرّنْكَ صفوٌ أنت شارِبُهُ
فرُبّما كان بالتكديرِ مُمتَزِجا
الى اللقاء.