دعا أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إلى إعادة ضبط خطط الاستبدال السريع للوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة، واصفًا الجداول الزمنية الحالية بأنها ضرب من الخيال خلال مؤتمر الطاقة سيرا ويك في هيوستون الأميركية.
وأشار الناصر إلى ضرورة التخلي عن خيال التخلص التدريجي من النفط والغاز، مشيرًا إلى أن تقليل غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الهيدروكربونات يحقق نتائج أفضل من الطاقة البديلة، مع تأكيده عدم مرجحية ذروة النفط في المستقبل القريب.
وأكد الناصر أن مصادر الطاقة المتجددة لن تحل قريبًا محل الطلب على النفط والغاز، ولن تصل إلى هذا الحد حتى بحلول عام 2030، الموعد المستهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبدأت فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي يوم الاثنين، حيث تتناول مواضيع الطلب والانتقال إلى الطاقة النظيفة وسط التوترات الجيوسياسية، مع تركيز المحادثات على المؤتمر “سيراويك” بمشاركة أصحاب الثقل في الصناعة.
الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري وتأثيره على التغير المناخي
وبينما يعتمد العالم على النفط والفحم والغاز لتلبية أكثر من 80% من احتياجاتهم من الطاقة، تشير البيانات العلمية إلى أن عملية احتراق الوقود الأحفوري تسهم بنسبة 75% في انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وزيادة متوسط درجات الحرارة العالمية وتفاقم ظواهر الطقس المتطرفة.
وتأتي هذه المعلومات في سياق الجهود العالمية لتحقيق هدف اتفاقية باريس، الذي يهدف إلى منع ارتفاع درجة الحرارة العالمية عن 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، مما يستلزم خفض الانبعاثات بنسبة 43% في ذلك الوقت.
المناقشات والاتفاقيات في مؤتمر “كوب 28” بشأن التخلي عن الوقود الأحفوري
في سياق ذلك، شهد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ “كوب 28” جدلاً كبيراً بشأن الدعوة إلى التخلص من استخدام الوقود الأحفوري.
ووافق ممثلو ما يقرب من 200 دولة شاركوا في المؤتمر على البدء في خفض استهلاك الوقود الأحفوري عالميًا، وذلك لتجنب تداعيات تغير المناخ السلبية.
ويدعو النص الخاص بالاتفاق إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة، مما يسمح بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وقبل ذلك، وفقًا لتوصيات العلماء.