الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
تكثُر شكوى بعض الآباء ويشعرون بالذنب إثر التقصير في تربية أبنائهم، بعد أن يروا أنّ أبناءهم نشأوا اتّكاليين، لا يُجيدون الاعتماد على أنفسهم، ولا يرضون سوى بتلبية كل مطالبهم التي تجعلهم كبارا في صورة أطفال مدللة.
تلبية كلّ مطالب الطفل بمثابة رسالة ضمنية للطفل بأنّ والديّ سيوفّران لي لبن العصفور حتى، فما الداعي كي أتعب نفسي بالمحاولة والخطأ!
التدليل الزائد وإجابة كل مطالب الأبناء أحد أساليب التربية الخاطئة التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات، بدافع الحب والخوف على أبنائهم وعدم تحمّل بكائهم أو صيحاتهم عند رفض أي مِن طلباتهم، اعتقادا منهم بأنّه لا يجب أن نحرم أبناءنا من أي شيء يطلبونه حتى لا ينظروا لأقرانهم أو يمدوا أيديهم بالسرقة للحصول على ما يطلبونه.
هنا يجب أن نسأل أنفسنا: متى ستقول لطفلك “لا”؟ ماذا ستفعل إذا تبدّلت أوضاعك ولم تسمح ظروفك يوما ما أن تُجيب مطالب طفلك؟
واحدٌ من الأساليب التربوية في تربية الطفل، الحرمان، وهو أنه لا يمكن تلبية كل المطالب لأسباب عديدة؛ أهمّها أن يتعوّد الطفل منذ نعومة أظافره أنه ليس كل مطلوب يُمكن تحقيقه، خاصة في أوقات الشدّة والأزمات وارتفاع الأسعار، والتي تُجبر الأسر على ترشيد الإنفاق والتخلّي عن كثير من الرفاهيات لتوفير أخرى من ضروريات الحياة.
يجب أن نعوِّد أبناءنا على تقبّل مشاعر الحرمان منذ الصغر، بما يسهم في بناء شخصية قوية، يمكنها الاعتماد على نفسها في زمن أصبح لا مكان فيه للمدللين.