د. ناهد باشطح
” ثلاث أشياء لا تضحي بها ابدا: عائلتك،قلبك، كرامتك” – وليام شكسبير –
لم أجد تفسيراً للنساء اللواتي يظهرن في فيديوهات أو من خلال البث المباشر في برنامج “التيك توك” بصورة ليست مخالفة للتقاليد والأعراف بل مخالفة للذوق العام في ملابس فاضحة ويستخدمن كلمات نابية إلا أن هناك اضطراب نفسي يعانين منه .
بدءاً فلست هنا في مجال الحكم المسبق عليهن أو على سلوكهن إنما لأنه سلوك غريب – عن مجتمعنا – فقد شدني لمحاولة فهمه وتفسيره
ما الذي يجعل امرأة ناضجة تتحدى أهلها بشكل فاضح لتظهر أمام الملأ في صورة مستفزة لهم ،لا يمكن للإنسان المتوازن نفسياً أن يستفز عائلته و مجتمعه بشكل واضح.
في البدء كنت أبرر هذا الظهور المتلبس بالفضائح بأنه محاولة للظهور ولفت الإنتباه، وهي حالة يمكن أن تكون طبيعية لدى جميع البشر إن لم تكن مستمرة ودائمة وهنا يمكن أن يكون لفت الانتباه ناتج عن إصابة الإنسان باضطراب الشخصية الهيستيرية، هذا الاضطراب الذي يدفع المصاب به إلى السعي الدائم للحصول على الاهتمام بإظهار سلوك درامي أو عاطفي، من خلال سلوكيات هدفها الظهور ولفت الانتباه، ومن المؤسف أن إصابة النساء به أكثر من الرجال رغم أن هناك دراسات تشير إلى إصابة النساء والرجال سواسية بهذا الاضطراب النفسي.
حاولت التركيز على النساء السعوديات وبحثت في شبكة الإنترنت عن تفاصيل لحياتهن في محاولة لفهم سلوك غريب على المجتمع المحافظ.
هل الاضطراب وراثي؟
هل ما يفعلنه نتيجة عقد وإهمال من قبل أسرهن؟
هل ما يفعلنه رسالة استفزاز لأسرهن ؟
وجدت أن الإجابة نعم لجميع تلك الأسئلة ولاحظت أن هناك صفات مشتركة لهؤلاء النساء حيث يتشابهن بشكل أو بآخر في استخدام الجسد لجذب الانتباه، إقامتهن خارج السعودية في بريطانيا أو أمريكا ، أحاديثهن لا تعدو كونها أحاديث سطحية لإثارة الجمهور، ويمكن أن يصورن أنفسهن كضحايا لأسرهن أو المجتمع .
خطر وجود هؤلاء النسوة ليس في ظهورهن أمام الملأ بما يعجزن عن فعله في مجتمعهن ووسط أسرهن، بل خطره ينعكس على استقرارهن النفسي حيث لابد من معالجة نفسية لإصابتهن بالاضطراب النفسي لأن هذا الاضطراب ينعكس أثره على العلاقات والمزاج، وعلى المدى البعيد يؤثر سلباً على الإنتاجية.
سوف يمر الوقت ولن تستمر برامج التواصل الاجتماعي في ضخ الأموال فما هو المكسب لحالة تفقدك دعم العائلة وتكسبك سخط المجتمع ؟!