في أحدث التطورات في مجال التقنيات الحيوية، تمكنت تقنية “كريسبر CRISPR” لتحرير الجينات من تعطيل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في خلايا المناعة، خلال تجربة معملية أثارت تفاؤل العلماء والمختصين حول إمكانية الوصول إلى علاج نهائي لهذا المرض الخطير، وفق موقع “New Scientist“.
التقنية الوراثية الحديثة نسبيًا التي تُسمى “كريسبر”، يمكنها إجراء تخفيضات في الحمض النووي لإدخال أخطاء في المادة الوراثية الفيروسية داخل الخلايا المناعية.
“تمثل هذه النتائج تقدمًا محوريًا نحو تصميم استراتيجية علاج”؛ كما يقول الباحث إيلينا هيريرا كاريو في جامعة أمستردام في هولندا قال في بيان.
وبينما يُمكن للمصابين بالفيروس الآن بمساعدة بعض الأدوية منعه من التكاثر، يُمكن للفيروس إدخال الحمض النووي الخاص به في خلاياهم المناعية، حيث يظل نائمًا. وإذا توقفوا عن تناول أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، فإن هذا الحمض النووي “يستيقظ” ويبدأ الفيروس في الانتشار عبر أجهزتهم المناعية مرة أخرى.
وللحصول على علاج دائم، فإن هؤلاء المرضى بحاجة إلى طريقة ما لقتل أي فيروس نائم في الجسم.
تمت تجربة العديد من الاستراتيجيات، ولكن لم يتم العثور على أي منها حتى الآن.
يستخدم النهج الأخير نظام تحرير الجينات “كريسبر”، والذي تم اكتشافه في الأصل في البكتيريا، وهو يحتوي على تسلسل معين من الحمض النووي، مما يؤدي إلى حدوث جروح فيه. ومن خلال تغيير تسلسل الحمض النووي المستهدف، يمكن تحويل النظام إلى شكل من أشكال العلاج الجيني للعديد من الحالات، مع أول علاج من هذا القبيل تمت الموافقة عليه العام الماضي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كعلاج لفقر الدم المنجلي.
وتقوم عدة مجموعات بالتحقيق في استخدام “كريسبر” الذي يستهدف جينًا في فيروس نقص المناعة البشرية كوسيلة لتعطيل الفيروس الخامل.
والآن، أظهرت كاريو وفريقها أنه عند اختبارها على الخلايا المناعية في طبق، يمكن لنظام كريسبر الخاص بهم تعطيل جميع الفيروسات، والقضاء عليها من هذه الخلايا.
ومن المقرر تقديم العمل في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في برشلونة، إسبانيا، الشهر المقبل.
جوناثان ستوي في معهد فرانسيس كريك في لندن يقول إنه على الرغم من أن النتائج مشجعة، فإن الخطوة التالية هي التجارب على الناس لإظهار أن العلاج يمكن أن يصل إلى جميع الخلايا المناعية المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الخامل.
ويُعتقد أن بعض هذه الخلايا موجودة في نخاع العظام، ولكن قد تكون هناك مواقع أخرى من الجسم متورطة أيضًا، كما يقول.
وقد أظهرت شركة في كاليفورنيا تدعى Excision BioTherapeutics سابقًا أن النهج القائم على كريسبر يمكنه تقليل كمية الفيروس الخامل في المصابة بفيروس مشابه لفيروس نقص المناعة البشرية.