الرياض 
37°C
في العام 1996، أدين ويلي جيمس باي (59 عاما) بقتل صديقته أليسيا لين ياربرو في نوفمبر 1993، بينما من المقرر أن يُعدم الأربعاء المقبل بالحقنة المميتة باستخدام البنتوباربيتال المهدئ، في سجن ولاية جورجيا في جاكسون، في أول حكم إعدام منذ يناير 2020.
في طلبهم الرأفة، وصف محامو “باي” محاكمة عام 1996، بأنها “بقايا مروعة من الماضي” وقالوا إن نظام الدفاع العام المحلي كان يعاني من أوجه قصور شديدة في تسعينيات القرن العشرين. وكتب محامو الدفاع عن “باي” في طلب الرأفة: “لو لم يتخل محامي الدفاع عن دوره، لكان المحلفون قد علموا أن السيد باي معاقًا ذهنيًا ولديه معدل ذكاء 68″، مستشهدين بالنتائج التي توصل إليها خبير الدولة.
المتهمون المعاقون ذهنيًا غير مؤهلين للإعدام؛ قال الخبراء الذين وصفوا “باي” بأنه يفي بمعايير اعتباره معاقًا ذهنيًا، لكن عبء الإثبات في جورجيا كان مرتفعًا للغاية، كما جادل محاموه. الذين كتبوا أيضًا: “كانوا سيتعلمون أيضًا التحديات التي واجهها منذ ولادته حيث الفقر المدقع والإهمال والعنف المستمر والفوضى في منزل عائلته، وكلها عوامل منعت إمكانية النمو الصحي لهذا المسكين.. هذه هي بالضبط الأدلة التي تدعم الحكم بالسجن مدى الحياة”.
لكن مجلس الإفراج المشروط في جورجيا رفض هذه الحجج بعد اجتماع مغلق يوم الثلاثاء ورفض طلب باي الرأفة.
كان “باي” على علاقة رومانسية متقطعة مع “ياربرو”، ولكن في الوقت الذي قتلت فيه، كانت تعيش مع رجل آخر. ولكن ممثلو الادعاء قالوا إن “باي” و”تشيستر آدامز” وصبي معهما يبلغ من العمر 15 عامًا، خططوا لسرقة هذا الرجل، واشتروا مسدسًا قبل التوجه إلى حفلة في بلدة قريبة.
غادر الثلاثي الحفلة حوالي منتصف الليل، وذهبوا إلى المنزل الذي تعيش فيه “ياربرو”، ووجدوها وحدها مع طفلها، حيث أكد ممثلو الادعاء أنهم اقتحموا المنزل وسرقوا خاتمًا وقلادة من “ياربرو” وأجبروها على القدوم معهم، تاركين الطفل.
وقال ممثلو الادعاء إن المجموعة توجهت إلى فندق حيث اغتصبوا “ياربرو” ثم غادروا الفندق معها في السيارة. واستداروا إلى طريق ترابي وأمر “باي” صديقته السابقة “ياربرو” بالخروج من السيارة، وجعلها مستلقية على وجهها وأطلق النار عليها ثلاث مرات، وفقًا لملفات المحكمة.
تم العثور على جثة “ياربرو” في 17 نوفمبر 1993، بعد ساعات قليلة من مقتلها. وألقي القبض على “باي” و”آدامز” والمراهق، حيث نفى “باي” و”آدامز” معرفة أي شيء عن وفاة “ياربرو”، لكن المراهق اعترف وورط الاثنين الآخرين.
توصل المراهق إلى اتفاق مع المدعين العامين وكان الشاهد الرئيسي في محاكمة “باي”. وقد وجدت هيئة محلفين في يونيو 1996 أن “باي” مذنب بالقتل والاختطاف والسطو المسلح والاغتصاب والسطو، وحكمت عليه بالإعدام.
خلال السنوات الماضية كلها، جادل محامو “باي” في ملفات المحكمة بأن المدعين اعتمدوا بشكل كبير على شهادة المراهق، وأنه أدلى لاحقًا بأقوال غير متسقة. مثل هذه التصريحات، وكذلك شهادة “باي” أثناء المحاكمة، التي أشارت إلى أن “ياربرو” غادرت المنزل عن طيب خاطر وذهبت إلى الفندق لمقايضة الجنس بالمخدرات، كما قال المحامون في ملفات المحكمة.
كما كتب المحامون الذين يمثلون “باي” في ملفات المحكمة أن موكلهم نشأ في فقر مدقع في منزل بدون سباكة داخلية أو الحصول على ما يكفي من الطعام أو الأحذية أو الملابس. واتسمت طفولته بالإهمال وسوء المعاملة من قبل أفراد الأسرة الذين كانوا في حالة سكر في كثير من الأحيان.
وكذلك جادل محاموه بأن “باي” عانى من تلف في دماغ الفص الجبهي، يحتمل أن يكون ناجمًا عن متلازمة الكحول الجنينية، مما أضر بقدرته على التخطيط والتحكم في الانفعالات. وطالبوا بإعادة الحكم عليه؛ لأن محاميه لم يستعد بشكل كاف لمرحلة إصدار الحكم في محاكمته. كما جادلوا بأن محامي الادعاء الأصلي فشل في إجراء تحقيق كاف في “حياته وخلفيته وصحته الجسدية والنفسية” لتقديم أدلة مخففة إلى هيئة المحلفين أثناء إصدار الحكم.
لكن قاض فيدرالي رفض هذه الادعاءات، واتفقت لجنة من ثلاثة قضاة في محكمة استئناف الدائرة الأمريكية الحادية عشرة مع محامي “باي” في أبريل 2021. وبعد ذلك أعادت محكمة الاستئناف الفيدرالية الكاملة النظر في القضية، وألغت حكم اللجنة في أكتوبر 2022.
وأقر “آدامز”، المتهم الآخر في قضية “باي”، البالغ من العمر الآن 55 عامًا، بأنه مذنب في أبريل 1997 بتهم القتل العمد والاختطاف مع إصابة جسدية والسطو المسلح والاغتصاب واللواط. وحصل على خمسة أحكام متتالية بالسجن مدى الحياة ولا يزال خلف القضبان، بينما بات “باي” أقرب ما يكون إلى حقنة إعدامه.
