إياد العبادلة – الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني
رسائل واضحة أطلقها رئيس الوزراء الفلسطيني المكلّف محمد مصطفى، حيث أكّد أنّ الوقت الحالي الأمثل للعمل ووضع رؤية شاملة، تقود إلى إنهاء الاحتلال وإحقاق الحقوق الوطنية في الحرية والاستقلال الآن ومرة واحدة للأبد.
حكومة وظيفية
الحكومة الفلسطينية الجديدة، برئاسة محمد مصطفى، هي حكومة وظيفية بالدرجة الأولى، هدفها الأول تولّي إعادة إعمار قطاع غزة وإغاثة المنكوبين، والعمل على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، إضافة إلى العمل على إصلاح المؤسسات الفلسطينية والقضاء على الفساد مثل أهداف سابقتها، لكن يضاف لها هنا ملف وإغاثة القطاع وإعادة إعماره بعد الحرب.
الحكومة الجديدة أمامها العديد من التحديات؛ منها القضاء على الفتنة وبسط الأمن، وهذا يتطلّب حوارا وطنيا مع كل مكوّنات الشعب الفلسطيني السياسية، أضِف إليها مجدّدا بعض العائلات الكبيرة والعشائر، لكي يستطيع بسط الأمن، ومِن ثمّ القيام بالتوافق على كيفية إغاثة المنكوبين وإعادة إعمار قطاع غزة.
ملف إعادة الإعمار
التحدّي الثاني يكمن في التوافق على إدارة ملف إعادة إعمار قطاع غزة، وهنا تأتي المحاصصة، فمَن زرع ينتظر الحصيد، والتحدّي الثالث يكمن في كيفية السيطرة وبسط الأمن في الضفة الغربية، وسط تحديات ارتفاع عدد البطالة بعد وقف جميع تصاريح العمّال، الذين يُقارب عددهم 170 ألف عامل، يعملون داخل الأراضي الإسرائيلية وتدهور الوضع الاقتصادي.
ممارسات الاحتلال التعسفية اليومية في مدن الضفة الغربية، من اقتحامات وقتل واعتقالات وسلب الأراضي لإقامة المستوطنات، تشكّل عائقا كبيرا على أداء العمل الحكومي أيضا، وأخيرا، فإنّ ملف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية يتطلَّب معركة سياسية قوية في كل المحافل الدولية، خصوصا أنه يأتي في وقت عصيب نتيجة دمار قطاع غزة، ولعلّه يكون مدخلا لتحقيق انتصار ومكاسب دولية بشأن إنهاء الاحتلال.
شبيهة بحكومة الحريري
يجب أن نشير إلى أنّ الحكومة الفلسطينية الجديدة ستعمل في عدة مسارات متوازية، وستواجه ضغوطات شعبية وإقليمية ودولية، إضافة إلى التحديات سالفة الذِّكر، وستكون أشبه بحكومة الرئيس رفيق الحريري، بعد الحرب الأهلية في لبنان.