يشهد الصراع الروسي الأوكراني الكثير من التغيرات خلال الفترة الأخيرة، فمنذ بداية العام الحالي، حتى اليوم، تستمر القوات الروسية في التقدّم والسيطرة على جبهات القتال، مما دفع القيادة في كييف بقيادة زيلينسكي إلى التفكير في الحاجة لتجنيد 500 ألف عسكري لقوات الاحتياط، لمواجهة التقدم الروسي.
وفي الوقت الراهن، تعاني كييف نقص مخزون الذخيرة وعدم اليقين من مستوى الدعم الغربي، وبالتالي تعاني القوات الأوكرانية بشكل كبير على الجبهة، خصوصاً بعد فشل هجومها المضاد وخسارة الكثير من العتاد والأفراد.
وفي خضم كل ما سبق، تتزايد الأنباء والمعلومات الصادرة عن وسائل إعلام عربية وأجنبية، بشأن دخول الوحدات الخاصة في الجيش الأوكراني إلى الصومال، وذلك بعد تأكيد وجودها في السودان وعدد من الدول الأفريقية، غير مكترثين لأزمة نقص عدد الجنود والعتاد اللازمين لمواجهة روسيا.
تحرّكات أمريكية
في السياق، يقول الدكتور أحمد عبدالله، الباحث في الشأن السوداني، إن “تلك التحركات تأتي بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم واشنطن الآن بإرسال الجنود المدربين إلى دول أفريقيّة مختلفة للمشاركة في القتال لتحقيق مصالحها في المنطقة”.
ويُضيف الدكتور أحمد عبدالله، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “واشنطن تعمل على التحضير والتنسيق مع الجهات المعنية في الصومال لنقل دفعات أخرى من القوات إلى القواعد العسكرية في مقديشو، مما يدل على أن القيادة في كييف أصبحت تحت السيطرة الأمريكية التامة، وهذا ما أكده النائب الأوكراني ألكسي جونشارينكو في مقابلته مع “CNN”، حين أشار إلى أن أوكرانيا على استعداد للمشاركة في النزاعات جنباً إلى جنب مع واشنطن في أي مكان من العالم، مؤكداً استعداد القوات الأوكرانية حتى لمواجهة دول مثل إيران أو الصين أو كوريا الشمالية، وفق تصريحاته”.
جدير بالذكر أن القوات الروسية انسحبت من السودان بعد بدء الصراع المسلح في البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على السلطة، مما ينفي جميع التصريحات الصادرة عن القادة الأوكران بشأن وجود القوات الروسية في السودان، وأن الهدف من وجود القوات الخاصة الأوكرانية ما هو إلا أمر من واشنطن.
ويرى الدكتور أحمد عبدالله أن “الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا اتخذ منحنى مختلفاً، حيث قامت قوات ‘فاغنر’ بالتأكيد عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، على عدم وجود قواتها في السودان، ومحذرين الطيارين من قبول مثل هذا العرض، لأن هذا مخطط المخابرات الأوكرانية لجذب الطرف الروسي للقتال في السودان، بعد أن تأكد للجميع أن قوات ‘فاغنر’ الخاصة ليست طرفاً في النزاع السوداني”.
يذكر أنه انتشرت أخبار عن تلقّي بعضٍ من طياري الشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” في أفريقيا عروضاً من قبل المخابرات الأوكرانية للمشاركة في القتال بالسودان.