تُعرف الدكتورة الأمريكية ميندي بيلز، بأنها مؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا، وخبيرة التغذية والصحة الوظيفية التي أمضت أكثر من عقدين في مساعدة الآلاف من الناس على استعادة صحتهم بنجاح، وذلك انطلاقًا من إيمانها بأهمية الصيام، الذي تدرس مبادئه وأهميته لحياة صحية، خالية من السموم.
تقول الدكتورة “بيلز”، في أحد لقاءاتها، إن الصيام أداة رائعة يُمكن لأي شخص القيام بها، فقط إذا تعلم كيفية القيام به. بينما تتحدث عن المبدأ الأساسي للصيام، فتقول إنه يُفهم من خلال عمليتين أساسيتين؛ الأولى أننا نحرق الطاقة عندما نأكل ونحرق الطاقة عندما لا نأكل، ولكنهما آليتان مختلفتان.
ولتوضيح ذلك، فإنه على سبيل المثال إذا تناولت البيض وبعض الأفوكادو، فإن هذا يرفع نسبة السكر في الدم، وبالتالي يبدأ الجسم عملية حرق طاقة السكر في الدم، ولكن إذا بدأ مستوى السكر في الدم في الانخفاض، فسيتحول الجسم إلى نظام حرق طاقة الدهون.
توضح الدكتورة “بيلز” أنه مع تحول الجسم إلى نظام حرق طاقة الدهون، يبدأ في إنتاج الكيتون المساعد في إصلاح الدماغ، والذي يحتاج بدوره إلى 50% من الكيتون و50% من الجلوكوز، وهذا التحول بين النظامين يحتاج لثماني ساعات للانتقال من أحدهما إلى الآخر، وهو ما يفسر شعور الإنسان الصائم بالتشتت الذهني خلال فترات الصيام التي تتجاوز 8 ساعات، لأن مصادر الوقود التي تغذي الدماغ حينها تتأثر.
ولكن رغم هذا التأثر، فإنه مع زيادة فترة الصيام إلى 12 ساعة، تبدأ نسب الكيتون في الازدياد مقابل نسب الجلوكوز، وبدورها توقف هرمون الجوع.
بعد الـ 12 ساعة، تحدث المعجزة، كما تقول الدكتورة “بيلز”، التي توضح أنه مع زيادة عدد ساعات الصيام إلى 15 ساعة، يبدأ هرمون النمو في الارتفاع، وهو المسؤول عن بقاء الإنسان شابًا صحيحًا بدنيًا وذهنيًا، فضلًا عن مضاعفة قدرة الجسم على حرق الدهون، وفق ما تثبته الأبحاث والدراسات.
كذلك، تلفت الدكتورة “بليز” إلى ما يحدثه الصيام أثناء فترة تتجاوز الـ 13 ساعة، فتقول: “تحدث زيادة في هرمون التستوستيرون بنسبة 13%، كما تبدأ الالتهابات في الشفاء ومعها الإحساس بالتيبس في المفاصل”.
تضيف الدكتورة “بيلز” أنه مع زيادة فترة الصيام لـ 17 ساعة متواصلة، يبدأ الجسم في طرد الخلايا السيئة، والمؤهلة للتحول إلى خلايات سرطانية، ويبدأ في تقوية الخلايا السليمة وإصلاحها فيما يُسمى علميًا بـ”الالتهام الذاتي”.
وهنا تُشير إلى العالم الياباني يوشينوري أوسومي الفائز بجائزة نوبل في 2016، لاكتشافاته في آليات الالتهام الذاتي، حيث أثبت دور الصيام الطويل في شفاء الخلايا البشرية.