كشفت دراسة حديثة نُشرت في صحيفة “سي إن إن” أن التدخين قد يسبب زيادة في نوع من الدهون في الجسم مرتبط بأمراض خطيرة، وهي الدهون الحشوية.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد، أن البدء بالتدخين وقضاء العمر في تدخين السجائر يرتبطان بزيادة تراكم الدهون في منطقة البطن.
وأوضح الدكتور جيرمان كاراسكيلا، مؤلف الدراسة الرئيسي، أن الدهون الحشوية هي دهون غير مرئية تحيط بأعضائك داخل بطنك، وزيادة تراكمها يمكن أن يسبب التهابات، مما يساهم في الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وغيرها من الحالات الأيضية.
وأضاف كاراسكيلا أن النتائج تُظهر الحاجة إلى بذل جهود واسعة النطاق لمنع التدخين والحد منه، مؤكداً أن الحد من أحد المخاطر الصحية الرئيسية بين السكان سيؤدي، بشكل غير مباشر، إلى تقليل خطر صحي كبير آخر.
واستخدم فريق البحث تحليلاً إحصائياً يُسمى “التوزيع العشوائي المندلي”، الذي يستخدم الاختلافات الجينية لدراسة كيف تؤدي السلوكيات أو البيئات إلى نتائج صحية مختلفة.
وأوضح كاراسكيلا أن هذا التحليل يُمكننا من استنتاج ما إذا كانت العلاقة بين التدخين وزيادة دهون البطن سببية أم لا، وليس مجرد علاقة ارتباطية.
من جانبه، أكد نافيد ستار، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة غلاسغو بإسكوتلندا، أن الدراسة تمت بشكل جيد، ورغم أنها تقدم دليلاً قويا على أن التدخين وزيادة الدهون في البطن لهما علاقة سببية، إلا أنها ليست نهائية تماماً.
وأشار الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مركز بدنفر الأميركية، إلى أن هناك بعض العوامل المعقدة التي قد تجعل العلاقة بين التدخين ودهون البطن أقوى، مثل التدخين عند الشعور بالتوتر أو بالتزامن مع شرب الكحول.
وأكد كاراسكيلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين التدخين ودهون البطن بشكل أفضل، بما في ذلك ما إذا كان التوقف عن التدخين يمكن أن يعكس تطوراً للدهون في البطن.
وشدد على أن هذه النتائج لا تعني أن المدخنين يجب أن يترددوا في بدء رحلتهم نحو الإقلاع عن التدخين، حيث أن التدخين أمر سيئ بشكل عام، ويجب أن تستمر تدخلات الصحة العامة في التركيز على التحسينات الصحية الشاملة المرتبطة بالإقلاع عن التدخين.