أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف قاعة حفلات موسيقية قرب موسكو، أمس الجمعة، وأسفر عن مقتل أكثر من 62 شخصاً وإصابة العشرات.
وفيما يلي معلومات حول الفرع الأفغاني للتنظيم المعروف باسم “داعش خراسان” ودوافعهم لمهاجمة روسيا:
ما هو تنظيم “داعش خراسان”؟
تنظيم “داعش خراسان” نشأ في شرق أفغانستان في أواخر عام 2014، وسرعان ما أصبح معروفاً بوحشيته المتطرفة، استمد اسمه من منطقة تاريخية تضم أجزاءً من إيران وتركمانستان وأفغانستان تُعرف باسم خراسان.
رغم انخفاض عدد أعضائه منذ ذروته في عام 2018، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا، وفقًا لتقييمات الولايات المتحدة، وصرح الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، للكونجرس في مارس الماضي بأن “داعش خراسان” يعزز بسرعة قدرته على تنفيذ “عمليات خارجية” في أوروبا وآسيا.
من المتوقع أن يتمكن التنظيم من شن هجمات على مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان في غضون ستة أشهر دون إنذار مسبق، وذلك وفقًا لتقييمات الولايات المتحدة، التي أشارت إلى تراجع قدرتها على تعزيز النشاط المخابراتي ضد التنظيمات المتطرفة في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في عام 2021.
على الرغم من قدرة الجيش الأمريكي على رصد مؤشرات واسعة على وقوع هجوم محتمل، إلا أنه لا يمتلك تفاصيل دقيقة كما كان في الماضي.
ما الهجمات التي نفذها؟
لدى تنظيم “داعش خراسان” تاريخ من الهجمات، منها هجمات استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص.
وفي سبتمبر 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى قرب مدخل السفارة الروسية في كابول.
وكان التنظيم مسؤولاً عن هجوم استهدف مطار كابول الدولي في 2021، أدى إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأمريكية الفوضوية من أفغانستان.
ووفقاً لتقرير للأمم المتحدة صدر في يناير، أثمرت جهود طالبان في مواجهة الجماعة عن انخفاض عدد الهجمات داخل أفغانستان غير أن التفجيرات لم تتوقف.
وقالت الشرطة المحلية إن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته، الخميس، عن تفجير انتحاري أمام بنك في مدينة قندهار الأفغانية أدى لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين.
لماذا يهاجم روسيا؟
رغم أن الهجوم الذي نفذه تنظيم “داعش خراسان” في روسيا، أمس الخميس، يُعتبر تصعيداً كبيراً، إلا أن الخبراء يُشيرون إلى أن التنظيم كان قد عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، قال كولين كلارك من مركز سوفان، وهو مجموعة بحثية مقرها نيويورك: “ركزَ تنظيم داعش خراسان اهتمامه بروسيا خلال العامين الماضيين، وتضمنت دعايته مراراً انتقاداً لبوتين”.
وأوضح مايكل كوجلمان من مركز ويلسون الذي مقره واشنطن، أنَّ تنظيم “داعش خراسان” يرى أن روسيا تشارك في أنشطة تضيق الخناق على المسلمين بشكل مستمر.
وأشار إلى أن التنظيم يضم أيضاً بين أعضائه عدداً من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى، والذين يعانون من مظالمهم الخاصة تجاه موسكو.