وسط البحث عن حلول للأزمة المندلعة في السودان واستمرار أعمال الاقتتال بين قوات الجيش ومليشيات الدعم السريع منذ أبريل 2023، دون أن يكون هناك مسار للحل السياسي أو الهدنة التي تقود إلى إسكات البنادق بين طرفَي الحرب، تكثُر الأحاديث عن أقصر طرق للوصول إلى وقف إطلاق النار، تمهيداً للحل السياسي في البلد العربي.
يقول السماني عوض الله، المحلل السياسي السوداني ورئيس تحرير موقع “الحاكم نيوز”، إن “العديد من الأطراف الإقليمية والدولية ظلّت تطرح مبادرات متتالية منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي حتى اليوم، كمبادرة ‘إيغاد’ التي لم تقدّم حلولاً منصفة، لتقابَل بالرفض وعدم التعامل معها من قِبل الجيش”.
ويُضيف السماني عوض الله، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “مباحثات منبر جدة كانت مساراً مثالياً لحل الأزمة في السودان، إذ كان يمتلك طرفا الحرب آليات تنفيذ حقيقية، ونظراً لعدم توفّر هذه الآليات لم يتم الالتزام بما وُقِّع عليه في جدة”.
ويوضّح المحلل السياسي السوداني أنّ “خارطة الحل في السودان تكمن في التزام الأطراف بتنفيذ إعلان جدة وإنشاء مناطق عازلة وإبعاد القوات من المناطق السكنية، ثم جلوس كل القوى السياسية في السودان دون استثناء لوضع خارطة طريق سودانية سودانية دون أي تدخلات خارجية”.
ويُتابع السماني أنه “يتعيّن على القوى التي لها ارتباطات خارجية أن تخلع تلك العباءة وترتدي العباءة الوطنية بنيّة صادقة وبناء قاعدة الثقة بينها للوصول إلى حل جذري”.