د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
تقول العرب الاعتراف بالحق فضيلة. قُلت، بل قد تكون من أروع الفضائل، لأن الذي لا يعترف بالحق وهو يعرفهُ إنسان إما مكابر أو كاذب مراوغ.
الإعتراف بالتقصير يعني الإقرار بهِ ويعتبره المتفيهقون نصف الحل.
ماذا اذا عن صيغ النفي القاطعة التي نسمعها من حين لآخر على لسان المتحدّث الرسمي مثل: لا صحة لما يقال عن كذا وكذا، لا يوجد لدينا فقر، ولا جهل ولا مرض. لا يوجد لدينا غلو ولا تطرف، لم تحدث انقطاعات في المياه، لا يوجد لدينا غلاء في الأسعار. ..الخ.
هل تعتبر كل هذه اللاءات النافية اعتراف بالحق أم حق لم يعترف فيه قائله؟
لمَ يشتكِ الناس إذاً؟ وهل أدمن العربي الشكوى لمجرّد الشكوى أم أن هناك اختلالات وأزمات تواجهه ولا يستطيع تجاهها إلا رفع العقيرة بالشكوى رغم أنه يسمعهم يرددون مقولة الشكوى لغير الله مذلّة.
لنفترض إن كل شيء (تمام) يا أفندم كما تقول بعض وسائل الإعلام. من يُفسّر لنا حالات الوجع والخيبات وعدم الرضا التي تعمّ معظم الشعوب العربيّة؟؟
ما علينا، أعود مرّة أخرى للتساؤلات: إذا كان الاعتراف بالحق فضيلة، ولم نسمع أحداً قد إعترف بالحق فهل اختفت الفضائل أم دُفنتْ الحقائق؟ ثم أليس الاعتراف بالمشكلة نصف الحل؟ يكفينا هذا النصف. فمن يعترف ويريح خلق الله.