حالة من التجاذبات الدولية تعيشها القارة الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية، لبسط النفوذ والسيطرة بين أمريكا والغرب من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر.
قلق متزايد
يقول علي موسى، الباحث في الشأن الأفريقي: “يتوجَّه اهتمام القوى الدولية العظمى، مثل روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، بشكل متزايد نحو دول أفريقيا، خاصة دول الساحل الأفريقي”.
ويُوضّح علي موسى، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “ذلك يعود لموقعها الجغرافي وتوفّر الموارد الطبيعية الاستراتيجية، ولذلك أصبح تنامي النفوذ الصيني والروسي الاقتصادي الأمني يُقلق صانعي السياسات الأوروبية والأمريكية”.
وخلال الفترة الماضية، رصدت واشنطن 55 مليار دولار لأفريقيا لاستمالة دول القارة نحوها، كما زاد الوجود العسكري الأمريكي في القارة منذ تأسيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عام 2007، ليصل إلى عدة آلاف من العسكريين.
الاستثمار بشروط
يُشير موسى إلى “محاولات التضييق المستمرّة من جانب الغرب وواشنطن، لمنع الاستثمار في القارة السمراء أو إحداث تنمية حقيقية، وأبسط مثال كان منذ أيام، عندما منع ممثّلو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى، إقامة مشروع مصري خاص في تلك الدولة”.
ويُضيف الباحث في الشأن الأفريقي أنّ “هناك الكثير من العقبات التي يُواجهها رجال الأعمال في تلك المناطق، وآخرها التهديد بالإدراج على قوائم أمريكا للعقوبات، كما حدث مع رجل أعمال مصري”.
ويُؤكّد علي موسى أنّ “الولايات المتحدة تريد احتكار سوق جمهورية أفريقيا الوسطى، سواء عبر الضغط على الشركات الكبيرة في مجال تنمية الموارد المعدنية، كما يحدث مع الصينيين أو الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم”.
علي موسى يختتم حديثه قائلاً: “سياسة أمريكا العدوانية ضد المستثمرين الأجانب في جمهورية أفريقيا الوسطى تخلّف نتائج سلبية على اقتصاد البلاد وانفتاح البلاد على الاستثمار الأجنبي، كما أن أي استثمار خارجي يُنافس المصالح الأمريكية يُواجه نفس السياسة العنيفة من واشنطن”.