الرياض 
19°C
عبر نافذة منزل في إحدى ضواحي سانت جورج الأمريكية، هربًا إلى منزل أحد الجيران، كشف طفل يبلغ 12 عامًا تفاصيلًا مروعة عما تعرض له وأشقاؤه من تعذيب وإساءة معاملة على يد والدته صاحبة إحدى قنوات نصائح الأمومة على “YouTube”، بمعاونة شريكتها التجارية، في مقاطعة واشنطن بولاية يوتا الأمريكية، والتي كتب يوميات تصف كيف أساءت معاملة أطفالها وجوعتهم.
في مقطع فيديو بمنزل الجار، شوهد الصبي بلا حذاء، وهو يمشي بعيدًا، مرتديًا جوارب ممزقة مع كاحليه ملفوفين بشريط لاصق ملطخ بالدماء ولفافة بلاستيكية – لكنه يعود إلى الوراء عندما يرد الجار على الباب. يمكن رؤيته هو وزوجته على كاميرا خاصة بمنزلهم وهما يطعمان الطفل، ويتصلون برقم 911 للإبلاغ، ثم يسألانه عن التمزقات في كاحليه ومعصميه، والتي أصر على أنها خطأه.
“لقد أصبت بهذه الجروح بسببي”؛ قال الصبي للزوجين وهما يتشاركان نظرات قلقة. يخبر المستجيبين الأوائل أن أخته الصغرى لا تزال في منزل هيلدبراندت، وتهرع الشرطة إلى المنزل. أخبر الصبي المحققين في وقت لاحق أن هيلدبراندت استخدمت حبلًا لربط ذراعيه وقدميه بأوزان على الأرض. كما استخدمت مزيجًا من الفلفل الحار والعسل لتضميد جروحه، وفقًا لتقرير الشرطة.
لاحقًا، ستخبر أم الطفل وشريكتها الشرطة بأن كل ما تم فعله للطفل وشقيقته كان عملًا من أعمال الحب.
تم نشر صور مسرح الجريمة وفيديو كاميرا الجسم وأشرطة الاستجواب بعد شهر من الحكم على فرانك وشريكتها التجارية جودي هيلدبراندت مستشارة الصحة العقلية، بالسجن لمدة تصل إلى 30 عامًا. وقد حدد تحقيق للشرطة أن التطرف الديني كان الدافع النساء وراء إلحاق الأذى المروع بأطفال فرانك، حسبما أعلن المدعي العام لمقاطعة واشنطن إريك كلارك يوم الجمعة.
قال كلارك: “يبدو أن النساء يعتقدن أن الإساءة التي ألحقوها كانت ضرورية لتعليم الأطفال كيفية التوبة بشكل صحيح عن (الخطايا) المتخيلة، وطرد الأرواح الشريرة من أجسادهم”.
أقرت فرانك (42 عامًا)، وهيلدبراندت (54 عامًا)، بالذنب في أربع تهم تتعلق بإساءة معاملة الأطفال المشددة، والتي تضمنت إقناع أصغر طفلين لفرانك بأنهما شريران وإخضاعهما للعمل اليدوي والصيام طوال الأيام والظروف التي وصفتها “كلارك” بأنها “تشبه معسكرات الاعتقال”.
ألقي القبض على المرأتين، اللتين قلن إنهما تنتميان إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، في أغسطس الماضي في منزل هيلدبراندت في إيفينز، وهي ضاحية خلابة في سانت جورج، بعد أن فتح جارها داني كلاركسون بابه للصبي الهزيل. وقد أدان مدونون من المورمون أفعال المرأتين قائلين إنهم أساءوا تمثيل مجتمعهم ودينهم.
في تدوينات دفتر يوميات مكتوبة بخط اليد، تؤرخ الأم شهورًا من سوء المعاملة اليومية التي شملت تجويع ابنها وابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، وإجبارهما على العمل لساعات في حرارة الصيف، وعزلهما عن العالم الخارجي، وإجبارهما على النوم على أرضيات صلبة وأحيانًا الحبس في مخبأ خرساني في قبو هيلدبراندت.
تصر فرانك في مذكراتها على أن ابنها ممسوس من قبل الشيطان. وفي تدوينة في يوليو 2023 بعنوان “يوم كبير للشر”، تصف إغراق رأس الطفل تحت الماء وإغلاق فمه وأنفه بيديها، بينما تكتب كيف أقنعت ابنها أن الشيطان سيكذب ويقول إنها تؤذيه لكنها تحاول في الواقع إنقاذه.
وقد بررت لاحقًا حجب الطعام والماء عن ابنها، وكتبت: “لن أطعم شيطانًا”.
وأظهر فيديو كاميرا الجسم ضباطًا يدخلون منزل هيلدبراندت ويحتجزونها على الأريكة بينما يجوب آخرون الممرات المتعرجة بحثًا عن الفتاة الصغيرة، قبل أن يكتشفوا بسرعة الطفلة تجلس القرفصاء في خزانة مظلمة فارغة.
بعد ساعات من الجلوس مع الفتاة وإطعامها البيتزا، أقنعتها الشرطة بالخروج، وكان الطفلة حليقة الرأس.
في التحقيقات لم تسجب الأم للمحققين، بينما كانت شريكتها أكثر ثرثرة.
أطلقت فرانك وزوجها، كيفن فرانك، قناة “8 ركاب” على YouTube في عام 2015 وجمعوا عددًا كبيرًا من المتابعين أثناء توثيقهم لتجاربهم في تربية ستة أطفال في مجتمع المورمون في سبرينغفيل.
للزوجين أيضًا طفلين يبلغان من العمر 15 عامًا و16 عامًا، بالإضافة إلى ابنين آخرين بالغين.
كانت روبي فرانك شخصية مثيرة للانقسام في عالم مدونات الفيديو الأم. تعرض والدا فرانك لانتقادات على الإنترنت لمنعهما ابنهما الأكبر من غرفة نومه لمدة سبعة أشهر بسبب مزحة شقيقه. وواجهت قناتهما على يوتيوب انتقادات كبيرة منذ ذلك الحين.
وقد تقدم كيفن فرانك بطلب طلاق بعد وقت قصير من اعتقال زوجته. وبدا مذهولًا في لقطات الاستجواب عندما أبلغه الضباط بحالة ابنه. وقال المحققون إنه لم ير زوجته أو أطفاله منذ أن طلبت منه فرانك مغادرة المنزل في يوليو 2022.
قدم كيفن فرانك عدة التماسات في الأشهر التي تلت اعتقال زوجته على أمل استعادة حضانة أطفاله الأربعة القصر، الذين تم احتجازهم لدى الدولة.
وشاركت شقيقتا الأم، جولي غريفيث ديرو وبوني هولين، مستخدمات YouTube، مقاطع فيديو توضح بالتفصيل انفصال فرانك عن العائلة وذكرتا أنهما لم تكونا على علم بأفعال شقيقتهما.
وقال والدا فرانك، تشاد وجنيفر غريفيث، في بيانهما أمام المحكمة، إنهما لم يجريا سوى “اتصالات قصيرة” مع ابنتهما لمدة ثلاث سنوات. وقالا لقناة KUTV: “لقد تعرضت لغسيل دماغ عميق لدرجة أننا لم نتمكن من التعرف عليها”.
